خاص CNN بالعربية
نشطاء مغاربة يسعون لمقاضاة ليفني على خلفية الحرب على غزة
الرباط، المملكة المغربية (CNN)-- أثارت زيارة زعيمة حزب "كاديما" الإسرائيلي تسيبي ليفني، لمدينة طنجة المغربية، ردود فعل غاضبة من جانب الهيئات المناهضة للتطبيع مع إسرائيل، التي دعت إلى محاكمة وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة كـ"مجرمة حرب"، على خلفية مسؤوليتها عن الحملة الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وتظاهر مئات المغاربة مساء الخميس في طنجة، شمالي المملكة، احتجاجا على دعوة ليفني للمشاركة في أعمال الدورة الثانية لمنتدى معهد "أماديوس"، الذي يستضيف أيضاً وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، شلومو بن عامي، المنحدر من أصول مغربية، حيث يناقش المنتدى فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وكانت الأنباء قد تضاربت حول حضور وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة للمنتدى، قبل أن ينفي رئيس المعهد المنظم، إبراهيم الفاسي الفهري، نجل وزير الخارجية المغربي، في تصريحات نقلتها صحيفة "المساء" المغربية، وجود ليفني ضمن قائمة المدعوين، ليتأكد لاحقاً حضورها مساء الخميس.
وبمجرد ورود معلومات عن مشاركة ليفني في المنتدى، تحركت الفعاليات المناهضة للتطبيع مع إسرائيل، من خلال ثلاثة محامين بارزين، بشكوى ضد الوزيرة الإسرائيلية السابقة لدى محكمة الاستئناف بالرباط، على خلفية تورطها في ارتكاب جرائم حرب بغزة.
وقال خالد السفياني، رئيس "مجموعة العمل المغربية لمساندة فلسطين والعراق"، إن الشكوى تستند إلى "جرائم ثابتة في تقارير دولية"، وفي مقدمتها تقرير "غولدستون"، الذي أدان الجيش الإسرائيلي، وأكد ارتكاب قوات الاحتلال انتهاكات ضد القانون الإنساني الدولي في غزة.
وأوضح السفياني، في تصريح لـCNN بالعربية، أن تقرير غولدستون يحيل إلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تعهد إلى الدول الموقعة بملاحقة كل من ثبت اقترافه لإحدى الجرائم المنصوص عليها في الوثيقة، وبالتالي فإن القضاء المغربي ملزم بالتحرك في هذا الصدد.
وأضاف المحامي والناشط الحقوقي المغربي أن "ثمة عاملاً إضافياً يعزز اختصاص القضاء المغربي بشأن محاكمة ليفني، ويتمثل في استشهاد مواطنة مغربية كانت تقيم بغزة، رقية أبو النجا، خلال القصف الإسرائيلي"، بحسب قوله.
وتعليقاً على الزيارة، قال السفياني: "إنها أيام سوداء في تاريخ المغرب، ومن استدعاها، يهين الشعب المغربي ويصبح شريكاً معها في جرائمها"، مشيراً إلى أن "القانون المغربي يعاقب على إيواء إرهابيين."
كما أبدى استغرابه لفتح أبواب دولة عربية أمام مسؤولة إسرائيلية بينما "نلاحظ أن المسؤولين الإسرائيليين باتوا يتفادون زيارة بعض الدول الأوروبية، مخافة التعرض للاعتقال."
وخلص السفياني إلى أن وجود نجل وزير الخارجية المغربي على رأس المعهد صاحب الدعوة "يزيد من خطورة ما وقع"، وأن "قناعتنا تترسخ يوماً بعد يوم بأن هذا المعهد ما تأسس إلا لخدمة المشروع الصهيوني، وفك الطوق عنه"، في إشارة إلى استقبال المنتدى في دورته الأولى لوزير الدفاع الإسرائيلي السابق، عمير بيريتس، الذي ينحدر من بلدة صغيرة "أبي الجعد" المغربية.
من جهتها، أعربت "الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني" عن استنكارها للدعوة التي وجهها معهد "أماديوس" لتسيبي ليفني، معتبرة هذه الخطوة تمثل "تطاولاً على الإجماع الوطني، ليس فقط في الالتزام بعدم التطبيع مع الصهاينة ورموزهم ومؤسساتهم، بل في التجاوز عن الجرائم التي ارتكبها هؤلاء الرموز."
وأكدت الجمعية، في بيان بهذا الشأن، دعمها للتحركات القانونية الرامية إلى مقاضاة ليفني بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة.