نتنياهو وصف ما ورد في التقرير بأنه ''مزاعم سخيفة''
القدس (CNN) -- هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كلمة له الاثنين بافتتاح المجلس الشتوي للكنيست الإسرائيلي، تقرير البعثة الدولية لتقصي الحقائق في غزة، برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون.
ففي افتتاح البرلمان الإسرائيلي، قال نتنياهو، الاثنين، إن أمام إسرائيل تحديين أساسين، وهما تجديد المفاوضات مع الطرف الفلسطيني وتقرير غولدستون، الذي يدين إسرائيل بارتكاب جرائم ترقى إلى جرائم الحرب خلال الهجوم الذي شنته على قطاع غزة في الفترة بين 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 و18 يناير/كانون الثاني 2009.
واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلي أن تقرير غولدستون خطير، داعياً جميع المؤسسات الإسرائيلية إلى التعاون من أجل صدّه، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وقال نتنياهو: "نحن لن نوافق على وضع يعامل فيه قادة الجيش الإسرائيلي وجنوده بوصفهم مجرمي حرب بعد أن دافعوا بقوة عن الإسرائيليين ضد عدو بغيض."
وأضاف أن إسرائيل حكومة وشعباً "ترفض بشكل مطلق هذه المزاعم السخيفة."
كذلك تحدث الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، أمام الكنيست، وقال إن تقرير غولدستون "أحادي الجانب"، مضيفاً أنه "لن يحدد مصيرنا."
وقال بيريز "إن من بين الاقتراحات الستة والعشرين الواردة في التقرير لا يوجد أي اقتراح حول كيفية مكافحة الإرهاب."
وأضاف الرئيس الإسرائيلي: "جاء في تقرير غولدستون أن من حق الفلسطينيين أن 'يقاوموا بقوة من منطلق حقهم في تقرير مصيرهم' فما هو حق المقاومة بقوة؟ هل هو إطلاق النار على المدنيين؟"
أما وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، فقال في جلسة حزب "العمل"، إن ثمة أفكاراً إسرائيلية لكيفية التعاطي مع تقرير غولدستون وحماية رجال الجيش الإسرائيلي ومتخذي القرارات.
عباس وتأجيل التقرير
وتأتي هذه التصريحات الإسرائيلية بعد يوم على تصريح لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حول التقرير نفسه، والذي أشار فيه إلى تأجيل التصويت على تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، بشأن الحرب على غزة، برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون، جاء بهدف "تجنب إفراغ التقرير من مضمونه."
وكشف رئيس السلطة الفلسطينية، في خطاب وجهه من مقر رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية مساء الأحد، أن التقرير قوبل بمعارضة شديدة من جانب بعض الدول الكبرى، قبيل طرحه للتصويت في مجلس حقوق الإنسان.
وقال في هذا الصدد: "رفضنا ضغوطاً أرادت سحب تقرير غولدستون"، وأن قرار تأجيل التصويت عليه جاء بتوافق مختلف المجموعات في مجلس حقوق الإنسان.
وأثار طلب السلطة الفلسطينية تأجيل التصويت على التقرير، الذي يوثق ما يمكن أن يمثل "جرائم حرب" ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة مطلع العام الجاري، موجة غضب عارمة بين مختلف الفصائل الفلسطينية، التي اتهمت عباس بـ"التواطؤ في غسل أيدي إسرائيل من دماء شهداء غزة." (مزيد من التفاصيل)
تقرير غولدستون
وكان رئيس بعثة تقصي الحقائق في غزة، ريتشارد غولدستون، قد دعا في وقت سابق إلى وضع حد لسياسة الإفلات من العقاب في جرائم انتهاكات القانون الدولي في كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وقال غولدستون، عند تقديم تقرير البعثة التي يرأسها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن ثقافة الإفلات من العقاب قد وجدت في المنطقة لفترة طويلة جداً، وأنها تقوض أي أمل في نجاح عملية السلام.
وأوضح أنه رغم أن الحكومة الإسرائيلية يجب عليها حماية مواطنيها، فإن ذلك لا يبرر سياسة العقاب الجماعي لمواطني غزة، من خلال تدمير وسائل العيش الكريم لديهم.
وأضاف أن البعثة وجدت أنه خلال الصراع الأخير في قطاع غزة، فإن كلا من القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية، قد ارتكبت أعمالاً ترقى لحد جرائم الحرب، واحتمال أن ترقى لحد الجرائم ضد الإنسانية، وفق الأمم المتحدة.