النيران تندلع من المقر الرئيسي للأونروا في غزة بعد استهدفه بقذائف إسرائيلية يعتقد أنه قذائف الفسفور الأبيض
الأمم المتحدة (CNN) -- من المقرر أن تتجه لجنة تحقيق دولية خاصة، تشكلت بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى قطاع غزة للتحقيق في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت القطاع، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة.
وبدأت اللجنة، التي أطلق عليها اسم "المجلس الدولي لتقصي التحقيق"، التحقيق في حالات الوفيات والإصابات والأضرار والدمار التي تعرضت لها مؤسسات تابعة للأمم المتحدة في القطاع خلال القصف الإسرائيلي على القطاع الذي استمر طيلة 22 يوماً.
وكان الأمين العام قد كرر القول إن القصف المتكرر لمنشآت الأمم المتحدة والدمار الذي لحق بها في غزة غير مقبولين، مشيراً إلى أنه احتج بشدة على تلك الهجمات وطالب بإجراء تحقيق شامل بشأنها.
وأضاف قائلاً: "إنني أتوقع تلقي تفسيراً كاملاً لكل حادثة من تلك الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها. كما أقوم بتشكيل مجلس تابع للأمم المتحدة لتقصي الحقائق حول الضحايا والدمار الذي لحق بمنشآت الأونروا ومكتب المنسق الخاص لعملية السلام، وناقشت مع مجلس الأمن الدولي مسألة إجراء تحقيق حول ما فعلته أطراف الصراع أثناء العمليات العدائية."
ومن المستبعد أن تتعرض هذه اللجنة للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب، وسيقتصر عملها على الاستهداف الإسرائيلي لمقار الأونروا والمؤسسات التابعة لها.
وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان، قد ذكرت في وقت سابق أن البدء بتحقيقات دولية في دعاوى ضد إسرائيل وحركة حماس بشأن انتهاكهما القوانين الدولية، مهمة جداً في مقاضاة من يستحقون المحاكمة بتهم جرائم حرب.
وجددت المنظمة الدولية مطالبتها بتأسيس هيئة دولية مستقلة، ومتوجهة لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، لحثهما على اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة فوراً حيال ذلك.
وقال جو سبارك، نائب مدير المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "إن على مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة العمل معا للبدء بالتحقيق في انتهاكات إنسانية من كلا الجانبين."
وأضاف: "فبعد تفقدنا للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وجدنا، كمنظمة دولية، أن الحاجة الماسة والمستعجلة للبدء في مثل هذا التحقيق فورا."
وفي وقت لاحق، اتهمت منظمة العفو الدولية حركة حماس بتعذيب وقتل عدد من الفلسطينيين الذين ينتمون إلى تنظيمات مناوئة لها، وخاصة حركة فتح وعناصر من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وذلك بعد اتهامهم بالتجسس عليها لصالح إسرائيل، خلال المعارك التي شهدها قطاع غزة مؤخراً.
وذكر تقرير للمنظمة أن "حماس" قتلت 24 شخصاً على الأقل، معظمهم من المدنيين، في حين جرى إطلاق النار على عشرات من الفلسطينيين الآخرين في مواضع من أجسامهم بهدف إلحاق شلل دائم بهم.
وذهب التقرير إلى أن بعض الذين قتلوا جرت تصفيتهم على أسرّة المستشفيات.
يشار إلى أن المعارك قطاع غزة، بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية، التي استمرت قرابة ثلاثة أسابيع، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1300 فلسطيني وإصابة ما يزيد على 5400 آخرين، جراح كثيرين منهم خطيرة.