فيلتمان خلال اللقاء مع المعلم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قدم جيفري فلتمان، القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، إشارات محدودة حول نتائج زيارته إلى دمشق السبت، حيث قال إن الخطوة أدت إلى إيجاد "أرضية مشتركة" حول الكثير من الأمور بالمنطقة، غير أنه دعا إلى عدم التسرع في الاستنتاج والإفراط التفاؤل.
وقال فيلتمان للصحفيين، بعد اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية السوري، وليد المعلم، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية، بثينة شعبان: "لقد تناول النقاش الكثير من المواضيع في المنطقة والعالم، إلى جانب قضايا ثنائية، كما بحثنا كيفية السير قدماً في الكثير من المسارات."
وأضاف فيلتمان، الذي يعتبر أرفع مسؤول أمريكي يزور دمشق منذ عام 2005، في مؤتمر صحفي عقده عبر الهاتف مع إعلاميين بالولايات المتحدة: "لقد توافقت مصالحنا (الولايات المتحدة وسوريا) في عدة قضايا، واختلفت في أخرى."
ولم يقدم المسؤول الأمريكي الكثير من التفاصيل، إلا أنه وصف المحادثات بأنها "بناءة."
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية أن لقاء المعلم مع فيلتمان، الذي رافقه في زيارته دانييل شابيرو، عضو مجلس الأمن القومي الأميركي، تناول "العلاقات الثنائية بين البلدين وآليات تعزيزها إضافة إلى تبادل وجهات النظر إزاء الأوضاع الإقليمية بهدف تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط."
وبحسب الوكالة فقد كانت وجهات النظر "متفقة حول أهمية استمرار الحوار لتحقيق الأهداف التي تخدم المصالح المشتركة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة."
يذكر أن دمشق شهدت بعد تسلم الرئيس باراك أوباما مهامه في البيت الأبيض سلسلة زيارات لوفود أميركية وأعضاء في الكونغرس الأميركي كان آخرها زيارة السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي وهاورد بيرمان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي.
وكان فيلتمان قد استبق زيارته إلى دمشق بالمرور في بيروت، حيث قابل كبار المسؤولين فيها، مطلقاً عدة مواقف قبل انتقاله إلى دمشق، كان أبرزها أن الإدارة الجديدة في واشنطن "ملتزمة السلام في المنطقة، وملتزمة استمرار الدعم الأميركي القوي لسيادة لبنان واستقلاله."
ورأى فيلتمان، الذي شغل في السابق منصب السفير الأمريكي في بيروت إبان أحداث فبراير/شباط 2005 واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، وما تلاه من خروج للجيش السوري: "أنا أنظر إلى مهمتي في دمشق كجزء من جهودنا لحماية لبنان الديمقراطي." وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية.
ولدى سؤاله عما إذا كان يحمل مطالب أميركية لسوريا تتعلق بـ"حزب الله" أو بعلاقاتها مع إيران أجاب :"لننطلق من القرار 1701 (الذي أنهى معارك 2006 بين الحزب وإسرائيل) الذي يشكل أساسا للاستقرار في جنوب لبنان، إن هذا القرار صادر عن مجلس الأمن، وقد حظي بالدعم الدولي. كما أن المسؤولين اللبنانيين يكررون دعمهم له، ومحادثاتنا مع السوريين في شأن لبنان قد تتطرق إلى المبادئ التي يتناولها القرار 1701. ونحن نريد أن نرى تطبيقا تاما لهذا القرار."
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، قد أعلنت الأسبوع الماضي أن حكومة بلادها سوف ترسل اثنين من المسؤولين إلى العاصمة السورية، "لبحث العلاقات بين واشنطن ودمشق."
وأضافت قائلة "هناك عدد من القضايا بين سوريا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية الأوسع، والتي تشكل سوريا جزءاً منها."
وقالت كلينتون: "نحن لا ندخل في محادثات من أجل النقاش فقط، بل يجب أن يكون هناك غرض منها، وهدف يفضي إلى الاستفادة منها."
وأشارت المسؤولة الأمريكية إلى أن عددا من أعضاء الكونغرس الأمريكي زاروا دمشق في الأشهر الأخيرة.
والأسبوع الماضي، اجتمع فيلتمان، مسؤول ملف الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية مع السفير السوري في الولايات المتحدة، والذي اعتبر مراقبون أنه يمثل استئنافاً للحوار الدبلوماسي بين الطرفين، بعد توقفه خمس سنوات تقريباً.
وتتركز مطالب واشنطن من سوريا على وقف ما تعتبره الولايات المتحدة "تدخلاً" في الشؤون الداخلية اللبنانية، إلى جانب وقف دعم التنظيمات التي تصفها واشنطن بأنها "إرهابية" على غرار حزب الله وحركة "حماس،" وكبح تدفق العناصر المسلحة إلى العراق عبر حدودها.
وكانت الولايات المتحدة قد سحبت سفيرها من دمشق قبل أربع سنوات، احتجاجاً على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والذي تتهم واشنطن فيه سوريا بأنها وراء حادثة الاغتيال، وهو ما تنفيه بشكل قاطع .
وتفيد التحقيقات الدولية في الحادث إلى وجود أدلة على تورط سوريا في الاغتيال الذي أودى بحياة 22 شخصاً إلى جانب الحريري.