أوباما يترك المجال أمام محاكمة مسؤولين في إدارة بوش
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- ترك الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء الباب مفتوحاً أمام احتمال تقديم مسؤولين سابقين في إدارة جورج بوش لمحاكمات تتعلق بارتكاب جرائم، وخصوصاً أولئك الذين وضعوا الأسس القانونية لوسائل التحقيق التي يمكن أن تشكل بنظر كثيرين شكلاً من أشكال التعذيب.
فقد قال أوباما، خلال لقائه بالعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض، إن الأمر يعود إلى المدعي العام، إريك هولدر، ليقرر ما إذا كان ممكناً تقديم أولئك المسؤولين السابقين إلى المحاكمة.
وأوضح قائلاً "نحن نحترم أولئك الذين وضعوا الصيغ القانونية" لتلك القرارات المتعلقة بالتحقيق مع المشتبه بهم، مضيفاً "يمكنني القول إن هذا الأمر سيكون قراراً للمدعي العام في خضم وجهات النظر القانونية، وأنا لا أريد أن أحكم على هذا مسبقاً."
وأضاف أوباما "هناك كم هائل من المسائل المعقدة المتعلقة بالموضوع.. وعموماً، أعتقد أننا يجب أن نمضي قدماً ولا ننظر إلى الخلف، إنني قلق على تحول هذا الأمر إلى قضية سياسية لا يمكننا التعامل معها بصورة فعالة، وربما تقوض قدرتنا على تنفيذ عمليات حساسة ذات علاقة بالأمن القومي."
وكرر أوباما قوله بأنه لا يعتقد أن من الملائم محاكمة مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية وغيرهم ممن استخدموا وسائل التحقيق هذه، مشيراً إلى أن هذا الأمر "كان فصلاً صعباً في تاريخنا وأكثر القرارات قسوة."
وكانت مذكرة صادرة عن وزارة العدل الأمريكية إبان حكم الرئيس السابق، جورج بوش، ونشرتها إدارة أوباما، قد كشفت أن محققي وكالة الاستخبارات المركزية CIA استخدمت التعذيب بواسطة "الإغراق الوهمي" مع مسؤولين كبيرين، يشتبه بانتمائهما لتنظيم القاعدة ما يزيد على 266 مرة.
ونتيجة لذلك، انضم المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مايكل هايدن، إلى نائب الرئيس الأمريكي السابق، ديك تشيني، في مهاجمة أوباما، متهماً إياه بتعريض الأمن القومي للخطر عبر نشر مذكرات للإدارة السابقة حول التعذيب.
من ناحيته، عاود تشيني، هجومه على أوباما، وانتقد نبرة سياسته الخارجية التي قد تؤثر على مكانة أمريكا كأعظم قوة بالعالم، بعد انتقاد سياسته الداخلية التي قال إنها تزيد إمكانية تعريض البلاد للخطر.
وقال تشيني في مقابلة مع شبكة "فوكس" الإخبارية: "أنا قلق من الطريقة التي نُمثل بها في الخارج."
وأبدى "انزعاجه" من جولات أوباما الخارجية واعتذاره عن السياسات الأمريكية السابقة.(التفاصيل)