مدنيو الصومال هم الخاسر الأكبر في الاقتتال
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لقي 39 مدنياً صومالياً على الأقل مصرعهم خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، بعدما حوصروا أثناء القتال الدائر بين القوات الحكومية، ومسلحي حركة "الشباب المجاهدين" في العاصمة مقديشو، وفقاً لما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان.
كما أعلنت مصادر بالحكومة الصومالية المؤقتة، أن 138 شخصاً آخرين تم نقلهم إلى مستشفيات مقديشو، مشيرة إلى أن القتال يشتد بين القوات الموالية للحكومة الانتقالية، ومسلحي الحركة المعارضة.
كما أفاد شهود عيان، بمقتل ثلاثة من أفراد القوت الحكومية على الأقل، فيما شاهدوا عدداً من جثث أخرى رجحوا أنها تعود لمسلحي حركة الشباب.
واستهدفت القوات الحكومية سوق "البكارة" بالعاصمة الصومالية، وهو أحد أماكن تجمع مسلحي الشباب، بالإضافة إلى عدد من المواقع الأخرى داخل المدينة، وفقاً لما أفادت مصادر مطلعة لـCNN.
واستطاعت القوات الحكومية، السيطرة على مناطق السوق، لكن عناصر حركة الشباب عادوا للسيطرة على أجزاء مهمة من المدينة كانوا قد فقدوها في الموجهات السابقة.
وتعتبر الولايات المتحدة، حركة "الشباب المجاهدين"، وهي الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية، "حركة إرهابية مدعومة من القاعدة."
وكانت المواجهات بين مسلحي المحاكم الإسلامية، والقوات الحكومية قد اشتدت، بعد انتخاب شيخ شريف شيخ أحمد رئيساً للصومال، وكان شيخ أحمد قائداً للمحاكم الإسلامية، ما اعتبروه موالياً لأمريكا.
وفي وقت سابق الجمعة، لقي سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم، بينهم صحفي، في هجوم شنته القوات الحكومية على موقع لمسلحي حركة "الشباب المجاهدين"، في العاصمة مقديشو.
وتجددت مؤخراً المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي حركة "الشباب"، التي تُعد أحد الأجنحة المسلحة المنبثقة عن "اتحاد المحاكم الإسلامية"، حيث امتدت الاشتباكات إلى العديد من أنحاء مقديشو، خاصة في المناطق الشمالية.
يُشار إلى أن هناك فراغ شبه كامل للأمن والسلطة في الصومال، منذ سقوط حكومة محمد سياد بري عام 1991.
وفي فبراير/ شباط الماضي، قام الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد، بتشكيل حكومة انتقالية بدعم من الأمم المتحدة، بعد أفول سيطرة حركة "المحاكم الإسلامية" على البلاد، والتي أطاحت بها قوة مشتركة من الحكومة المؤقتة والقوات الإثيوبية.
وتعرض شيخ شريف لنقد لاذع من زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في مارس/ آذار الماضي، عندما دعا ما أسماهم "المجاهدين" في الصومال، إلى محاربته والإطاحة به، متهماً إياه "بالتآمر مع القوى الغربية، والوقوع تحت إغراء الحكومة الأمريكية."