/الشرق الأوسط
 
0923 (GMT+04:00) - 27/05/09

مقديشو: فرار عشرات الآلاف جراء توسع القتال

صوماليون فارون من مناطق القتال

صوماليون فارون من مناطق القتال

مقديشو، الصومال (CNN) -- يتجمع عشرات الآلاف من الصوماليين المدنيين، الذين يبحثون عن ملاذ آمن هرباً من الاشتباكات المتواصلة بين القوات الحكومية والمسلحين، في ممر "أفغوي" بمقديشو، الذي تصفه الأمم المتحدة باعتباره أكبر نقطة تجمع للمهجّرين المحليين في العالم.

فقد أسفرت المعارك بين قوات الحكومة الانتقالية ومؤيديها والمسلحين المناوئين عن فرار نحو 67 ألف صومالي من العاصمة مقديشو منذ الثامن من مايو/أيار الجاري، بحسب ما ذكرته وكالة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء.

ويتوجه معظم هؤلاء الفارين من مناطق القتال إلى ممر "أفغوي"، حيث تنتشر مساكن مؤقتة بطول 30 كيلومتراً، وصفها برنامج الغذاء العالمي بأنها أشبه بـ"الكابوس."

ويأوي الممر، الذي يمتد بين العاصمة مقديشو وبلدة "أفغوي"، حوالي 400 ألف مشرد ومهجّر من مناطق القتال، يقيم بعضهم في أكواخ من أغصان الشجر والبطانيات الرثة، في حين أن العيادات الصحية تغص بالمراجعين من الأطفال المرضى والذين يعانون من سوء التغذية.

وكان رئيس الحكومة الصومالية المؤقتة، شيخ شريف أحمد، قد ناشد المجتمع الدولي الأسبوع الماضي "مساعدة شعبه على الدفاع عن نفسه ضد المسلحين الأجانب الذين غزو بلاده."

وأعرب شيخ شريف، في تصريح للصحفيين الاثنين، عن قلقه من أن يتحول الصومال إلى عراق آخر أو أفغانستان أخرى، حيث تقاتل قوات بقيادة الولايات المتحدة الجماعات الإسلامية المتشددة.

وجاءت تصريحات شريف هذه بعد أن أعلن متحدث باسم الجماعة المسلحة مؤخراً أنه تم استقطاب وتجنيد العديد من المقاتلين ضد الحكومة، وبينهم مقاتلون أجانب.

وقال المتحدث باسم حركة الشباب، شيخ حسن يعقوب: "إن الذين يقاتلون الحكومة في مقديشو هم المجاهدون الصوماليون فقط.. وهناك مجاهدون مسلمون يقاتلون إلى جانب إخوتهم."

وقالت مفوضية اللاجئين الدولية الثلاثاء إنها بدأت بتوزيع المساعدات على حوالي 50 ألف شخص في ممر أفغوي عبر وسطاء وشركاء محليين في الصومال، وتضمنت تلك المساعدات أواني للطبخ وأوعية وأغطية بلاستيكية وبطانيات وفرشات.

هذا ويتزايد عدد الصوماليين الفارين من مناطق القتال بصورة شبه يومية، حيث بلغ عدد من فروا إلى كينيا وأثيوبيا وأوغندا وجيبوتي وإرتيريا وتنزانيا حوالي نصف مليون صومالي.

وكانت المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي حركة الشباب المجاهدين، قد تجددت وامتدت إلى مناطق عديدة من الصومال.

وفي فبراير/ شباط الماضي، قام الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد، بتشكيل حكومة انتقالية بدعم من الأمم المتحدة، بعد أفول سيطرة حركة "المحاكم الإسلامية" على البلاد، والتي أطاحت بها قوة مشتركة من الحكومة المؤقتة والقوات الإثيوبية.

غير أن التنظيمات الإسلامية عادت بقوة في الآونة الأخيرة، رغم انقسامها إلى تيارين، أحدهما بقيادة الرئيس الصومالي الحالي، شريف أحمد.

advertisement

هذا وكان مسؤول صومالي قد أعلن في وقت سابق أن الاشتباكات بين المسلحين وقوات الحكومة الانتقالية أدت إلى مقتل ما يزيد على 100 شخص وإصابة أكثر من 430 آخرين بجروح.

يُشار إلى أن هناك فراغ شبه كامل للأمن والسلطة في الصومال، منذ سقوط حكومة محمد سياد بري عام 1991.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.