نتنياهو هاجم الرؤساء الذين استمعوا لنجاد
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- شن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هجوماً على أكثر من صعيد خلال الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس، فندد بتعليقات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، المنكرة للهولوكوست، ودعا العالم إلى التصدي لبرنامج طهران النووي قبل فوات الأوان.
ولم يوفر قادة الدول الذين ظلوا في أماكنهم خلال إلقاء نجاد لكلمته بالقول: "ألا تخجلون؟ أليس لديكم احترام؟" كما انتقد تقرير "غولدستون" الذي اتهم إسرائيل بارتكاب مجازر في غزة، وذلك من خلال مقارنة صواريخ حركة حماس بقصف النازيين لبريطانيا ورد الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بضرب المدن الألمانية وقتل آلاف الأشخاص.
وقال نتنياهو إن الأمم المتحدة تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية وإبادة اليهود، وذلك بهدف منع هذه الجرائم من جديد، مضيفاً: "لا شي يضر بالأمم المتحدة أكثر من تشويه الحقيقة، بالأمس وقف الرئيس الإيراني وردد مواقفه المعادية للسامية، وقبل أيام وصف الهولوكوست بالكذبة."
وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بعض صور لوثائق قال إنها محضر اجتماع لعدد من قادة ألمانيا النازية، قرروا خلاله إبادة اليهود، كما عرض تصاميم لمعسكر أوشفيتز الذي قال إن "مليون يهودي قتلوا فيه" سائلاً: "هل هذا كله كذب؟"
وتوجه نتنياهو إلى رؤساء الدول والوفود في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذين لم يغادروا مقاعدهم خلال إلقاء نجاد لكلمته قائلاً: "بالأمس، الرجل الذي يعتبر الهولوكوست كذبة كان هنا، وأقول لكم ألا تخجلون؟ أليس لديكم احترام؟ لقد منحتم الشرعية للرجل الذي أنكر المحرقة."
واعتبر نتنياهو أنه من الخطأ اعتبار إيران دولة تهدد اليهود فحسب، واصفاً نظام طهران بأنه "يقوم على التشدد والعنف،" واعتبر أن مواجهة التشدد "ليست بين دين ضد دين أو حضارة ضد حضارة، بل هي معركة المدنية ضد البربرية، والذين يحبون الحياة ضد الذين يقدسون الموت."
وطلب نتنياهو منع "المتشددين" من الحصول على ما وصفه بـ"السلاح الأكثر دماراً،" طالباً العمل لمنع "الطغمة الحاكمة في طهران من الحصول على السلاح النووي."
وسأل نتنياهو: "هل ستقوم الأمم المتحدة بما يلزم ضد النظام الذي زور الانتخابات وقتل المتظاهرين على أرصفة الشوارع، هل سيوقف المجتمع الدولي إيران من إعداد سلاح نووي يهدد العالم، الشعب الإيراني يقف بوجه هذا النظام، ومعه الشرفاء في العالم، فهل سيقف المجتمع الدولي معهم؟"
وتطرق نتنياهو إلى الأوضاع في غزة وتقرير غولدستون بالقول: "عوض إدانة إيران البعض يدين ضحايا الإرهاب، مثل تقرير الأمم المتحدة الذي وازن بين الإرهابيين وضحاياهم، طوال ثماني سنوات وحماس تقصف آلاف الصواريخ على مدنيينا، وطوال هذه الفترة لم يصدر قرار واحد من الأمم المتحدة يدين هذه الهجمات من مجلس حقوق الإنسان."
وأضاف: "وفي عام 2005، انسحب إسرائيل من غزة، وفككنا 21 مستوطنة وأخرجنا آلاف الإسرائيليين من منازلهم لأن الكثيرين اعتقدوا أن هذا سيجلب السلام، لكن عوض ذلك بات لدينا قاعدة إرهابية مدعومة من إيران على بعد 50 كيلومتر من تل أبيب."
ودافع نتنياهو عن عمليات جيشه العسكرية في غزة بتشبيه الصواريخ الفلسطينية بالقصف النازي لمدن بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وذكّر بأن الحلفاء ردوا بقصف مدن ألمانيا وقتل مئات الآلاف، مضيفاً أن إسرائيل قررت الرد بخلاف ذلك عبر تنفيذ "عملية موضعية."
ورأى أن تل أبيب حاولت الحد من الخسائر عبر دعوة المدنيين الفلسطينيين لمغادرة منازلهم في مناطق العمليات من خلال المطبوعات والرسائل النصية والاتصالات الهاتفية.
وختم نتنياهو بالقول إن إسرائيل تريد السلام، وتوجه إلى الفلسطينيين بدعوتهم للموافقة على قرار التقسيم الصادر عام 1947 قائلاً: "نريد من الفلسطينيين الموافقة على ما رفضوه قبل 60 عاماً، وهو قبول دولة يهودية في إسرائيل، كما نوافق نحن على دولة فلسطينية، نحن لسنا غزاة من الخارج، أجدادنا سكنوا هذه الأرض."
ولفت نتنياهو إلى أن تل أبيب تجاوبت مع كل الزعماء العرب الذين كانوا يريدون السلام الحقيقي، كما جرى مع العاهل الأردني الراحل، الملك حسين بن طلال، والرئيس المصري الراحل، أنور السادات.