شنت القوات الباكستانية سلسلة من العمليات العسكرية ضد مليشيات طالبان
إسلام أباد، باكستان (CNN) -- دشن الجيش الباكستاني السبت عملية عسكرية واسعة ضد المليشيات المتشددة في شمال غربي البلاد النائية والخارجة عن سلطة إسلام أباد، وفق مصادر حكومية وعسكرية باكستانية.
وقال مصدران عسكريان وثالث حكومي إن قرابة 28 ألف جندي باكستاني تحركوا نحو جنوب وزيرستان، مركز عمليات طالبان حيث يعتقد بتمركز نحو 10 آلاف مقاتل للحركة في المنطقة الجبلية الوعرة.
وتأتي العملية العسكرية بعد أشهر من الضربات الجوية التي استهدف بها الجيش الباكستاني مخابئ طالبان تمهيداً لتقدم القوات البرية، والتي أدت لفرار مئات الآلاف من المدنيين.
وذكرت المصادر أن المروحيات العسكرية والطائرات المقاتلة بدأت قصف الأهداف، كما قام الجيش بإغلاق منافذ الهروب.
وتدخل العملية العسكرية في سياق سلسلة من الحملات تهدف لاجتثاث الحركة التي صعدت من هجماتها داخل باكستان واستهدفت مقاراً حكومية وأمنية، أوقعت أكثر من 150 قتيلاً في الأونة الأخيرة.
وأسفرت آخر تلك العمليات، واستهدفت مركزاً للشرطة في مدينة "بيشاور" الجمعة، عن مقتل 13 شخصاً، معظمهم من المدنيين.
وأثارت موجة الهجمات الأخيرة القلق إزاء قدرات قوات الأمن الباكستاني في السيطرة على الوضع، كما زادت الضغوط المحلية والدولية على حكومة إسلام أباد لاتخاذ خطوات سريعة وحاسمة ضد المليشيات الطالبانية.
وتأتي العملية العسكرية بعد يومين من توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الخميس، تشريعا يضاعف المعونات غير العسكرية لباكستان ثلاث مرات إلى 7.5 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان "هذا القانون دليل ملموس على الدعم الواسع لباكستان في الولايات المتحدة.. ذلك أنه يؤسس لشراكة مبنية على التزام الولايات المتحدة بتحسين الظروف المعيشية لشعب باكستان."
وأضاف البيان "إن أوباما يريد التعاون مع باكستان على أساس شراكة استراتيجية تقوم على دعم المؤسسات الديمقراطية في باكستان والشعب الباكستاني وتعزيز حكم القانون ومكافحة التطرف الذي يهدد باكستان والولايات المتحدة."
وتتعرض العلاقة يبن الولايات المتحدة وباكستان إلى المزيد من الضغوط والاختبارات، إذ يتزايد العنف داخل باكستان، في حين تظهر المخاوف من الشروط التي قد تفرضها أمريكا مقابل تلك المعونات الضخمة.