إيران لم تعلن صراحةً موقفها الرسمي من العرض الدولي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نفت إيران الجمعة أن تكون قدمت رداً نهائياً على الاقتراحات التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم في الخارج، وتزويد طهران بالوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعلاتها البحثية، كما استبعدت أن تقدم ردها على تلك الاقتراحات، حتى في حالة عقد جولة أخرى من المفاوضات.
واتهم مسؤول إيراني، في تصريحات نقلتها وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "إرنا" مساء الجمعة، وسائل إعلام غربية، لم يحددها بالاسم، بإثارة ما وصفها "جولة جديدة من الضجة الإعلامية، ضد ما يسمى الرد الإيراني على مسودة اتفاق فيينا"، مؤكداً أن "رسالة إيران إلى الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) لم تكن أساساً رداً على المسودة."
وأضاف المصدر "العليم"، حسب وصف وكالة الأنباء الرسمية، أن طهران "أعلنت فقط نظرتها الإيجابية إلى المفاوضات، وأكدت استعدادها لمواصلة المفاوضات، بناءً على ملاحظاتها الفنية والاقتصادية، حول أسلوب توفير الوقود لمفاعل طهران النووي."
وشدد المصدر على أن "رسالة طهران لم تتضمن أساساً الرد على مسودة الاتفاقية، وفي حال عقد جولة أخرى من المفاوضات، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبدى رأيها وليس ردها"، دون أن تفصح إرنا عن مزيد من التفاصيل.
وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن طهران ستقدم ردها إلى وكالة الطاقة الذرية الخميس، إلا أنها قدمت ما وصفته "رداً أولياً"، في الوقت الذي يتزايد فيه قلق الغرب إزاء البرنامج النووي الإيراني، بعدما تجاوزت طهران المهلة المحددة للرد على العرض الدولي.
وقبل ما يزيد على أسبوع عرض المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، محمد البرادعي، على طهران مسودة اقتراح تم التوصل إليه في ختام المفاوضات التي جرت في فيينا، بين إيران وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا، بحضور ممثلين عن الوكالة الدولية.
وقال مسؤول أمريكي الجمعة، إن الولايات المتحدة مصرة على تلقي "توضيحات" من إيران حول مضمون ردها على العرض الدولي المقدم لحل أزمتها النووية، من خلال نقل اليورانيوم المنخفض التخصيب الوجود لديها إلى الخارج لزيادة تخصيبه.
وأضاف المسؤول أن إيران قدمت في واقع الأمر عرضاً مقابل للطرح الدولي، حيث عرضت تخصيب اليورانيوم من قبل طرف ثالث وتحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن على الأراضي الإيرانية، أو شحن اليورانيوم إلى الخارج على دفعات عوض إرسال كامل الكميات في شحنة واحدة.
وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن الرد الإيراني يقترح أيضاً حصول مفاوضات بين واشنطن وطهران حول مسائل فنية تتعلق بسلامة المفاعلات، معتبراً أن ذلك قد يكون مناورة تهدف لجر البيت الأبيض إلى مفاوضات ثنائية.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، قد أدلى بتصريحات غير معتادة أواخر الأسبوع الماضي، شدد فيها على استعداد بلاده للتعاون النووي مع الدول الغربية، معتبراً أن الظروف أصبحت مواتية الآن لمثل هذا التعاون.
وقال نجاد في كلمة له أمام حشد من سكان مدينة "مشهد"، مرکز محافظة "خراسان"، الخميس: "لحسن الحظ أن الظروف متوافرة الآن للتعاون النووي على الصعيد الدولي."
واعتبر الرئيس الإيراني توفير الوقود النووي لمفاعل طهران البحثي بأنه يشكل فرصة لتقييم مدى مصداقية بعض الأفراد والحكومات والوكالة الدولية للطاقة الذرية.