غيتس عبر عن تصميم بلاده على الانتصار في أفغانستان
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أكد وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين هيلاري كلينتون وروبرت غيتس، في مقابلة مشتركة نادرة، التزام بلادهما ببناء استراتيجية تضمن علاقات طويلة الأمد مع كل من أفغانستان وباكستان.
ودعم الوزيران في مقابلة تم تسجيلها في جامعة جورج واشنطن وستعرض على شبكة CNN الثلاثاء، استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أفغانستان، ووصفاها بأنها "ملائمة وصحيحة."
لكن غيتس أرجع قوة حركة طالبان في أفغانستان إلى عدم نشر الولايات المتحدة في السابق قوات كافية، وقال إن "القوات الأمريكية لن تنسحب مهما كانت النتيجة التي ستسفر عنها مراجعة الاستراتيجية" التي يقوم بها أوباما.
وقال المسؤول الأمريكي "لن نغادر أفغانستان.. ولا ينبغي أن يكون هناك شك في عزمنا وتصميمنا، سنبقى ونبني علاقة استراتيجية طويلة الأمد مع الباكستانيين.. هذه سياستنا وهذا هدفنا."
وتبحث الولايات المتحدة إرسال 40 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، لمواصلة حربها ضد المسلحين، أم تتبع إستراتيجية ضرب خلايا "الإرهاب" ضمن عمليات عسكرية ضيقة النطاق.
ويوم السبت، قتل ثمانية جنود أمريكيين عندما هاجم مسلحون موقعين شرق أفغانستان في أكثر المعارك دموية بالنسبة للقوات الأمريكية منذ أكثر من عام، لترتفع حصيلة القتلى الأمريكيين خلال أكتوبر/تشرين أول إلى 16 جنديا.
وأكد غيتس إن استراتيجية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في إرسال المزيد من القوات إلى العراق، وإهمال أفغانستان من قبل "التحالف" أدى إلى تعزيز قوة حركة طالبان وأكسبها زخما عسكريا.
وقال "طالبان الآن تتمتع بزخم بسبب عجزنا وعجز حلفائنا عن نشر قوات كافية في أفغانستان."
ومضى الوزير الأمريكي يقول إن أفغانستان "وخاصة الحدود مع باكستان أصبحت مركزا جديدا للمجاهدين.. وهم يعتقدون الآن أن لديهم الفرصة للتغلب على قوة عظمى ثانية (بعد الاتحاد السوفيتي السابق) الأمر الذي سيزيد من قوة أفكارهم وفرصهم لتجنيد أعضاء جدد."
وأردف قائلا "الأهم من وجهة نظري هو الرسالة التي يرسلها (الانسحاب الأمريكي) والتي تعزز من قوة تنظيم القاعدة... فكرة أنهم أعادوا تنظيم صفوفهم من جديد بعد هزيمتهم في عام 2002 لتحدي ليس فقط الولايات المتحدة وإنما حلف شمال الأطلسي أمر يعزز من رسالتهم بشكل كبير إذا نجحوا في ذلك."
ومطلع الشهر الحالي عقد الرئيس أوباما، اجتماعاً مطولاً مع كبار المسؤولين الأمنيين والقادة العسكريين في إدارته، لاتخاذ قرار حاسم حول مستقبل القوات الأمريكية في أفغانستان، في وقت تزداد فيه الضغوط على أوباما لتحديد موقفه من قضية إرسال المزيد من الجنود إلى ذلك البلد.
وأكد الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبز، أن البحث تناول الاستراتيجية التي تطبقها واشنطن حالياً في أفغانستان، غير أنه لفت إلى أن التغييرات التي يمكن أن تحصل في هذا السياق، لن تخرج إلى العلن قبل أسابيع.
وكان قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستل، قد اعتبر أن الوضع العسكري في البلاد "لم يتحسن" خلال الفترة الماضية، مضيفاً أن الخسائر البشرية التي تعانيها القوات الأمريكية جراء العبوات الناسفة التي تُزرع على جوانب الطرق ارتفعت في الفترة الماضية بنسبة 400 في المائة.
وكان ماكريستال قد دعا إلى ضرورة إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، خلال السنة المقبلة، وإلا إن الحرب التي بدأت قبل ثمانية أعوام سيكونها مصيرها الفشل.
وشدد الجنرال الأمريكي في وثيقة تم تسريبها حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" على أن "الفشل في أخذ زمام المبادرة، وعكس زخم العمليات باتجاه المتمردين، سيؤدي إلى عدم القدرة على هزيمة المتمردين."
وتدرس أوساط أوباما الخيار الأنسب للتعامل مع الوضع، عبر تقييم سيناريوهات مختلفة، بينها دعم القوات الأمنية المحلية أو زيادة حجم القوات الدولية للحد من نفوذ حركة طالبان، أو خفض حجم القوات والتركيز على ضرب خلايا تنظيم القاعدة، وفق ما يراه نائب الرئيس، جو بايدن.
وكان أوباما قد أكد في مقابلة مع CNN أن مراجعة الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان لن تقودها "سياسات وليدة اللحظة"، في ظل تنامي القلق من امتداد الحرب التي تقودها الولايات المتحدة منذ قرابة ثمانية سنوات في "مقبرة الإمبراطوريات."