كراجيتش أثناء اقتياده لإحدى جلسات المحكمة
لاهاي، هولندا (CNN)-- قررت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، تعيين محام للدفاع عن الزعيم السابق لصرب البوسنة، رادوفان كراجيتش، المتهم بارتكاب "أبشع مجزرة" شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت المحكمة، في بيان أصدرته الخميس من مقرها بمدينة "لاهاي" في هولندا، إن المحامي، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، أمامه ثلاثة شهور ونصف لمراجعة القضية وإعداد مذكرة الدفاع، وهو ما أدى إلى تأجيل المحاكمة إلى الأول من مارس/ آذار 2010.
وبدأت المحكمة أولى جلساتها لمحاكمة كراجيتش، الذي يواجه عدة اتهامات منها ارتكاب "جرائم حرب" خلال الحرب التي شهدتها جمهورية البوسنة والهرسك، خلال الفترة بين عامي 1992 و1995، في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
إلا أن المتهم، الذي كان يمثل نفسه أمام المحكمة، رفض حضور الجلسات، بدعوى أنه لم يُمنح الوقت الكافي لمراجعة أوراق القضية، قائلاً إنه بحاجة إلى عشرة شهور أخرى، لتقديم مذكرته الدفاعية، إلا أن رئيس الجلسة، القاضي أوجون كون، قال إن المحكمة ترى أنه حصل على الوقت اللازم.
وأثناء ظهوره في جلسة إجرائية عقدتها المحكمة الثلاثاء، لسماع أسباب رفضه حضور الجلسات، هاجم كراجيتش المحكمة، قائلاً: "لا يمكنني أن أكون جزءاً في أمر سيئ منذ بدايته (في إشارة إلى المحاكمة)، حيث انتهكت حقوقي الأساسية."
ويواجه كراجيتش، البالغ من العمر 64 عاماً، 11 اتهاماً، منها ارتكاب "جرائم حرب" ضد المسلمين والكروات وأقليات أخرى من غير الصرب، خلال الحرب التي راح ضحيتها ما يزيد على 100 ألف شخص.
ومن المتوقع أن يواجه الزعيم الصربي السابق، الذي اعتقل العام الماضي، عقوبة السجن مدى الحياة، بعدما قرر المدعي العام للمحكمة الدولية تعديل لائحة الاتهامات الموجهة إليه، بعد جلسة استماع عقدتها المحكمة التابعة للأمم المتحدة، في 28 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وبعد ما يقرب من 11 عاماً من الفرار، تمكنت السلطات الصربية من اعتقال كراجيتش، الذي يُوصف بأنه "أكثر المطلوبين في القارة الأوروبية"، في العاصمة الصربية بلغراد في 21 يوليو/ تموز 2008، منهية بذلك أكثر من عقد من الفرار من قبضة العدالة.
وبخلاف تهمتي ارتكاب جرائم الحرب وجرائم إبادة جماعية، يواجه كراجيتش عدة اتهامات أخرى منها القتل والإرهاب والترحيل القسري، بالإضافة إلى مسؤوليته عن "مذبحة سرببرنيتشا" عام 1995، والتي قُتل فيها نحو 8 آلاف شخص من مسلمي البوسنة.