الشرطة تقر بمقتل خمسة محتجين
طهران، إيران (CNN) -- ردت إيران بعنف الاثنين على الدول الغربية التي نددت بتعامل أجهزتها الأمنية مع المسيرات التي نظمها الإصلاحيون بمناسبة ذكرى عاشوراء، متهمة وسائل الإعلام الغربية بدعم المسيرات المعارضة والترويج لها، كما أكدت انها قامت باحتجاز جثة ابن شقيقة القيادي المعارض، مير حسين موسوي، للتحقيق في مقتله.
وقالت تقارير إيرانية إن أجهزة الأمن اعتقلت مجموعة من "مجاهدي خلق" بين المحتجين، في إشارة إلى دورهم المحتمل بإثارة أعمال الشغب، ونفت طهران بشكل قاطع أن تكون مسؤولة عن مقتل محتجين، وإن أقرت بموت خمسة منهم في ظروف قالت إنها "مثيرة للريبة."
وانتقد القيادي الإصلاحي، مهدي كروبي، قتل موسوي، كما ندد بقمع التظاهرات الاحتجاجية في ذكرى عاشوراء، واصفاً الذين قاموا بضرب الإصلاحيين بأنهم "رعاع."
وعمدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إلى رصد ردود الأفعال الغربية على الأحداث في إيران، فقالت إن "أداء وسائل الإعلام الغربية يكشف أکثر فأکثر عن عمق انتماء الفتنة الأخيرة إلى الأجانب."
ونقلت الوكالة أن أمريكا وإيطاليا، وقبلهما فرنسا، "کانت من أوائل الدول التي أصدرت بيانات تدين قمع مثيري أعمال الشغب، وردت الوكالة بأن تلك الدول لم تعلن أن المحتجين دمروا الأموال العامة، وخصصت إيطاليا برد عنيف عبر قولها إن بيانها كان "لافتا للانتباه" باعتبار أنها "بلد تعرض رئيس وزرائه الأسبوع الماضي للضرب."
من جانبها، أصدرت الشرطة الإيرانية بياناً رسمياً حول أحداث الأحد، أعربت فيه عن "أسفها لقيام مجموعة من مثيري الفتنة، وعلى ضوء خطة تم الإعداد لها سلفا وبتحريض من وسائل الإعلام الغربية , بالنزول إلى بعض الشوارع والتسلل بين مواکب العزاء الحسيني والعمل على إرباك هذه المراسم والإخلال بالأمن."
وقالت الشرطة إن العديد من عناصرها أصيبوا بجراح، مضيفة أن قوات الشرطة استخدمت "معدات خاصة بمكافحة الشغب وأكدت على عدم حمل السلاح الناري أو استخدامه من اجل تفريق مثيري الاضطرابات،" لكنها أضافت أن خمسة أشخاص قتلوا "بشكل مثير للريبة،" لافتة إلى أنها تتحرى عن العناصر المشبوهة التي تقف وراء مثل هذه الأحداث."
وتابعت السلطات الإيرانية أيضاً ملاحقة الذين يستخدمون الانترنت لنقل صورة ما يحدث في إيران قائلة إن كدير مرکز دراسة الجرائم المنظمة أعلن عن "اعتقال عدد من مديري الفتنة" عبر الانترنت.
من جهته، وجه المدير العام لوکالة الأنباء الإيرانية الرسمية، محمد جعفر بهداد تحذيرات إلى السلطة القضائية بضرورة "أن تقلق على عودة المرحلة المعروفة بالانتقام الشخصي ضد المعتدين على أمن ومعتقدات المجتمع،" في إشارة إلى أعمال انتقام قد يتعرض لها المحتجون.
وأضاف بهداد إن "التقصير الحاصل" أدى إلى "زيادة تجاسر عناصر مثيري الشغب وانتهاك القيم الدينية والثورية الأمر الذي يثير حفيظة الشعب،" وأضاف: "إذا ما قام الشعب بمواجهه الأشرار بشکل مباشر فانه لن يبقي لهم أي أثر."
وأكدت التقارير الرسمية الإيرانية أن الشرطة احتفظت بجثة علي حبيبي موسوي، ابن شقيقة المرشح الإصلاحي السابق للانتخابات الرئاسية الإيرانية، مير حسين موسوي، الذي قتل في الاحتجاجات الأحد، وذلك بهدف "اکمال التحقيق."
وقالت التقارير إن موسوي قتل "اثر عملية إطلاق نار مشتبه بها،" مضيفة: "إن نسبة حبيبي العائلية لمير حسين موسوي ونوع الرصاصة والأسلحة المستخدمة في هذه الجريمة وباقي الأدلة تؤکد حتمية عمليات فرق الاغتيال."
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية أن وزارة الأمن الإيرانية ألقت القبض على عدد من عناصر "مجاهدي خلق" في اضطرابات الأحد، متهمة إياهم بمهاجمة المشاركين في مراسم العزاء والتعدي على السيارات والأماكن العامة وإضرام النار فيها.