متظاهرون يواجهون قوات الأمن الإيرانية
طهران، إيران (CNN) -- اشتدت حدة حركة الاحتجاجات ضد النظام الإيراني في العاصمة طهران الأحد بمناسبة ذكرى عاشوراء، حيث اشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين، الذين وصفتهم بـ"المنافقين" و"مثيري الفتنة"، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص بحسب المصادر الرسمية، من بينهم ابن شقيق زعيم المعارضة الإصلاحي، مير حسين موسوي، فيما اعتقل المئات من المتظاهرين، الذين رددوا شعارات معادية لكبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية.
وكشف نائب قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني، أحمد رضا رادان، عن مقتل خمسة أشخاص سقطوا في ظروف مريبة، مستبعداً أن تكون الشرطة الإيرانية هي التي تقف وراء مقتلهم، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا."
وقال رادان إن أحد القتلى سقط عن جسر، بينما أفاد شهود عيان بأن شخصين آخرين قتلا في حادث دهس بسيارة جيث، وأن الشرطة باشرت في البحث عن السائق، مضيفاً نقلاً عن تقارير بأن أحد الأشخاص قتل بإطلاق النار عليه، قالت قناة "برس تي في" إنه سيد علي موسوي.
وأوضح رادان أن حالة إطلاق النار تمت على أيدي مجهولين، وأنها هي الأخرى مشبوهة نظراً للتعليمات الصادرة للشرطة الإيرانية بعدم استخدام السلاح، مشيراً إلى أنه يتم التحقيق بشأن هذه الحادثة.
وأعلن رادان أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت 300 شخص خلال التظاهرات التي وقعت الأحد، بحسب "إرنا".
وأوضحت الشرطة الإيرانية أن العشرات من عناصرها أصيبوا خلال هذه التظاهرات، من بينهم قائد شرطة طهران نفسه، قائد عزيزالله رجب زادة، الذي نفى تقارير إعلامية بمقتل العديد من المتظاهرين على أيدي قوات الأمن.
ووصفت السلطات الإيرانية عدداً من المتظاهرين الذين اعتقلتهم على خلفية الأحداث بأنهم "زمرة المنافقين الإرهابية"، بينما وصفت المتظاهرين بأنهم "مجموعة من مثيري الفتنة"، وأنهم نفذوا الاحتجاجات وفق "خطة تم الإعداد لها سلفاً وبتحريض من وسائل الإعلام الغربية" أو "المواقع الإلكترونية"، متهمة إياهم بمهاجمة الممتلكات العامة والخاصة.
على أن بياناً حكومياً فرنسياً أشار إلى سقوط 8 قتلى في المظاهرات المناوئة لحكومة محمود أحمدي نجاد، غير أن CNN لم تتمكن من معرفة العدد الحقيقي للقتلى بسبب منع السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الغربية والأجنبية من تغطية الأحداث، وفرضها رقابة صارمة عليها.
وكانت أجهزة الأمن قد نشرت آلاف العناصر في شوارع مختلف المدن الإيرانية منذ فجر الأحد تحضيراً للمسيرات التي تنظمها القوى المختلفة بمناسبة عاشوراء، تحسباً لتحركات قد تقيمها المعارضة التي تواصل احتجاجها على نتائج الانتخابات الرئاسية التي منحت محمود أحمدي نجاد ولاية ثانية.
واتهمت الوكالة الرسمية وسائل الإعلام الأجنبية بأنها "أعدت نفسها منذ فترة لإيجاد الفتنة والاضطراب في عاشوراء،" وقدرت أعداد المحتجين بنحو ألف شخص فقط.