فندق تاج محل في مومباي كان أحد أبرز الأماكن التي تعرضت للهجوم
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- أقرت الحكومة الباكستانية الخميس أن "جزءاً من المؤامرة" التي تقف وراء هجمات مومباي الأخيرة في الهند، والتي راح ضحيتها المئات، تم التخطيط له في باكستان.
جاءت هذه التعليقات حول الأحداث الدامية التي شهدتها عاصمة المال الهندية، مومباي، على لسان وزير الداخلية الباكستاني، رحمان مالك، الذي أصبح أول مسؤول باكستاني يقر بأن "مسلحين مسلمين" تدربوا في باكستان هم من يقف وراء المؤامرة.
وأوضح مالك، في تصريح للصحفيين، أن السلطات الباكستانية اتهمت العديد من الأشخاص الذين ساعدوا المسلحين، الذين شنوا هجمات مومباي، في الانتقال من باكستان والوصول إلى شواطئ المدينة بواسطة قوارب.
وقال: "الأحداث وقعت في الهند، وتم حبك جزء من المؤامرة في باكستان، وبالتالي، فإنها لا بد وأن تكون ساعدت الإرهاب."
ولطالما قالت الحكومة الهندية إن أحداث مومباي الدامية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي استمرت على مدى ثلاثة أيام، نفذها تنظيم "عسكر طيبة"، وهو تنظيم مسلح يتخذ من باكستان مقراً له، رغم أن الأخيرة حظرته قبل سنوات.
وأسفرت تلك الهجمات التي تعرضت لها مومباي عن مصرع ما يزيد على 160 شخصاً، بمن فيهم عدد من الأجانب ورجال الشرطة ومكافحة الإرهاب.
وأعادت الاتهامات الهندية لباكستان أجواء التوتر الذي خيم على منطقة جنوب آسيا، كما أحيت نذر الحرب بين البلدين، اللذين خاضا ثلاثة حروب منذ استقلالهما، إضافة إلى قيامهما بتطوير قدرات نووية منذ العام 1998.
ووعد مسؤولون باكستانيون بالتعاون في مجال التحقيقات المتعلقة بتلك الهجمات، لكنهم أصروا على طلب دلائل من الهند تثبت "مزاعمها."
وقال مالك، الخميس أيضاً، إن بلاده تشعر بأنها "مسؤولة عن إبلاغ العالم.. بأننا جادون وأن كل الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن سوف تثبت صدقنا."
وكان المسؤول الباكستاني الوحيد الذي اعترف بصلة باكستان بتلك الهجمات في وقت سابق قد طرد من منصبه.
فقد طرد مستشار الأمن القومي الباكستاني، محمد علي دوراني، من منصبه في السابع من يناير/كانون الثاني الماضي، عندما قال إن الناجي الوحيد من المسلحين الذين شاركوا في هجمات مومباي، محمد أجمال كساب، له ارتباطات بباكستان.
وكانت الهند قد سلمت لباكستان وثائق فيها اعترافات لكساب حول صلاته بجهات في إسلام أباد، ذكرت نيودلهي أن بعضها على علاقة بأجهزة الاستخبارات الباكستانية الرسمية.
وبحسب السلطات الهندية، فإن الملف يتضمن تسجيلات من التحقيقات التي جرت مع مواطن باكستاني، وهو أحد المشتبه بهم بتنفيذ الهجوم والناجي الوحيد، ووثائق أخذت من أجهزة الخلوي ونظام الملاحة بالأقمار الصناعية لاتصالات أجراها المشتبه بهم، بالإضافة إلى أسلحة ومعدات تم استعادتها عقب الهجوم.
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إنها تأمل أن تدفع خطوتها الحكومة الباكستانية لإجراء مزيد من التحقيقات على أراضيها، ومشاركة نتائجها مع الهند، من أجل جلب المسؤولين عن الهجمات أمام العدالة.