قاعدة ماناس حيوية للإمدادات الأمريكية بأفغانستان
بشكيك، قرغيزستان (CNN)-- وقع الرئيس القرغيزي، كرمانباك باقييف، الجمعة القانون الذي صادق عليه مجلس النواب الخميس، والذي يدعو لإغلق قاعدة "ماناس" الجوية، التي تستخدمها الولايات المتحدة لنقل الإمدادات إلى قوات التحالف بأفغانستان، بموجب اتفاق بين حكومتي قرغيزستان والولايات المتحدة جرى عام 2001.
وبذلك بات القرار القرغيزي في حكم النهائي، ولم يتبق سوى تسليم نسخة منه إلى الحكومة الأمريكية حتى تبدأ مهلة الـ180 يوماً الموضوعة للتنفيذ بالسريان.
من جهتها، قالت ميشال يوركن، الناطق باسم السفارة الأمريكية في العاصمة القرغيزية بيشكيك، إن السفارة لم تتسلم إشعاراً رسمياً بالقرار بعد، مرجحة أن يتم تسليم الوثائق إلى السفير شخصياً.
وأضافت يوركن أن السفارة ما زالت على اتصال بالحكومة القرغيزية، وأن قاعدة "ماناس" ما تزال تعمل حتى الساعة بشكل طبيعي لخدمة قوات التحالف في أفغانستان "وذلك بموجب الاتفاقية الموجودة" على حد تعبيرها.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، عن اعتقاده بأن قرار باقييف "ليس نهائياً" وأن الولايات المتحدة قد تتوصل لتسوية حول القاعدة، تتضمن رفع قيمة الرسوم التي تدفعها، دون أن يستبعد النظر في خيارات أخرى إذ قال "ماناس مهمة، لكنها ليست دول بديل."
يشار إلى أن البرلمان القرغيزي كان قد أقر إلغاء الاتفاقية في جلسة عقدها الخميس، ومن بين 87 عضواً في البرلمان حضروا جلسة التصويت، وافق 78 نائباً على إلغاء الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة، بحسب ما أكد متحدث حكومي.
وكان الرئيس القرغيزي قد أكد في وقت سابق من فبراير/ شباط الجاري أنه قرر إغلاق قاعدة "ماناس"، وهي القاعدة الجوية الوحيدة التي يستخدمها الجيش الأمريكي في منطقة آسيا الوسطى.
وقبل قليل من بدء تصويت البرلمان على القرار الحكومي، قال وزير الخارجية القرغيزي، قدير بيك ساربييف، إن بشكيك قد تسمح للولايات المتحدة ودول أخرى، لم يسمها، باستخدام المجال الجوي لقرغيزستان، بعد إغلاق قاعدة ماناس العسكرية.
وفي وقت سابق، نفت الحكومة القرغيزية بشدة أن تكون قد اتخذت قرار إغلاق قاعدة "ماناس،" بضغط من روسيا، معتبرة أن تزامن القرار مع الإعلان عن مساعدات مالية روسية للبلاد هو "مجرد صدفة."
وتدفع الولايات المتحدة 63 مليون دولار مقابل استخدام قاعدة "ماناس" الجوية، كما توظف 320 مواطناً قرغيزياً.
وكشفت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن روسيا عرضت على قرغيزيا 300 مليون دولار، على شكل قرض لمدة 40 سنة، وبمعدل فائدة يقدر بنحو 0.75 في المائة، مع إعفائها من دين مستحق لروسيا بقيمة 180 مليون دولار.
يأتي هذا في وقت تخطط فيه الولايات المتحدة لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان تقدر بنحو 30 ألف عنصر، بهدف وقف التمرد الذي تقوده حركة طالبان ضد الحكومة المركزية في كابول.
وكانت العلاقات الأمريكية القرغيزية قد تضررت عندما قتل عنصر في سلاح الجو الأمريكي أحد المواطنين القرغيز في ديسمبر/ كانون الأول عام 2006، وتم تسفير العسكري الأمريكي خارج قرغيزستان، وتم تعويض أسرة المواطن القرغيزي.