القتال بين طالبان والقوات الباكستانية دفع الآلاف للنزوح من وادي سوات
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- اختطف مسلحون يُعتقد أنهم ينتمون لحركة "طالبان"، مسؤولاً باكستانياً رفيعاً، في منطقة "وادي سوات" بشمال غربي باكستان، بعد يوم من إعلان وقف إطلاق النار بين مسلحي الحركة، التي تسيطر على غالبية الإقليم، والقوات الموالية لحكومة إسلام أباد.
وقال مسؤولون باكستانيون إن كوشال خان، الذي تم تعيينه مؤخراً كمسؤول إداري في الإقليم المضطرب، تعرض للاختطاف مع ستة من حراسه الأحد، بينما كان في طريقه إلى مكتبه لتسلم مهام منصبه الجديد، قرب مدينة "مينغورا"، التي تُعد كبرى مدن الإقليم.
وقد أعلنت حركة "طالبان" مسؤوليتها عن اختطاف المسؤول الباكستاني، على لسان الناطق باسمها، مسلم خان، الذي قال: "نعلن مسئوليتنا عن خطف المسؤول الإداري، هو ضيفنا ويتعين علينا بحث بعض القضايا معه، وسنقدم له الشاي ثم نفرج عنه."
وفي العاصمة إسلام أباد، دعا رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، إلى العمل على ضمان الإفراج عن كوشال خان وحراسه سريعاً وبشكل آمن.
جاء اختطاف المسؤول الباكستاني بعد يوم من إعلان طالبان والقوات الحكومية وقفاً مؤقتا لإطلاق النار، إثر الاتفاق حول تطبيق الشريعة في وادي سوات، بموجب اتفاق بين الجانبين.
وأبرمت السلطات الباكستانية اتفاقا مع طالبان لاستعادة العمل بالشريعة في مسعى لتهدئة الأوضاع بالإقليم، الذي فرضت الحركة "المتشددة" سيطرتها على نحو 80 في المائة من مساحته.
وكانت طالبان قد أعلنت قبل أسبوع، وتحديداً في 15 فبراير/ شباط الجاري، وقف إطلاق النار في وادي سوات لمدة عشرة أيام، وقالت الحركة في وقت سابق السبت، إنها قد تمدد الهدنة، بموجب اتفاق مع الحكومة الباكستانية.
جاء الإعلان عن "الهدنة المؤقتة"، بعد قليل من إعلان الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، أن حكومته تخوض صراعاً من أجل البقاء في مواجهة طالبان، مقراً بتساهل حكومته في التصدي للحركة والإخفاق في تقدير التهديدات التي تمثلها.
كما أقر الرئيس الباكستاني، في حديث لشبكة CBS الأمريكية، بامتداد نطاق نفوذ الحركة المتشددة من مناطق القبائل النائية، وإلى داخل بعض مدن باكستان الكبرى.
وخلف القتال بين مسلحي طالبان والقوات الحكومية، في منطقة القبائل، حوالي 1200 قتيل، كما أجبر نحو 500 ألف شخص على النزوح من وادي سوات إلى عدة مناطق أخرى داخل باكستان.