أوباما يتعهد بإعادة أمريكا أقوى مما كانت عليه
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- حدد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في أول خطاب له موجه إلى الأمة الخطوط العريضة للأجندة الطموحة التي يعتزم تنفيذها لإعادة إحياء الاقتصاد المتداعي في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الوقت قد حان للتصرف بشجاعة من أجل "وضع أسس جديدة من أجل ازدهار ورخاء دائمين."
وركز أوباما في خطابه، الذي ألقاه أمام الكونغرس، على ثلاث أولويات في الميزانية التي سيتقدم بها إلى الكونغرس في وقت لاحق من الأسبوع الحالي هي: الطاقة والرعاية الصحية والتعليم.
وقال الرئيس الأمريكي إنه ينظر إلى ميزانيته باعتبارها "رؤية إلى أمريكا.. ومخطط بناء أساسي لمستقبلنا"، وليست فقط خطة لحل كل المشكلات أو القضايا.
ففي مجال الإنعاش الاقتصادي، أوضح أوباما أن إدارته خصصت فعلياً ترليوني دولار من اقتطاعات الإنفاق الحكومي التي يمكن تحقيقها خلال العقد المقبل، موضحاً أنه سيقتطع من الإنفاق آخذاً بعين الاعتبار الأموال المهدورة والاستثمار في البرامج التي ستساعد في إعادة إنعاش الاقتصاد.
وأشار إلى أن خطة التحفيز الاقتصادي بقيمة 787 مليار دولار التي أقرت الأسبوع الماضي ستوجه إلى الاستثمار في المجالات الحساسة لإعادة الإنعاش الاقتصادي.
وفي مجال الطاقة، قال أوباما إن الولايات المتحدة أصبحت "متخلفة" عن الدول الأخرى في مجال الطاقة النظيفة، مشيراً إلى أن خطة التحفيز الاقتصادي ستعمل على مضاعفة إنتاجها من الطاقة المتجددة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وقال إن بلاده ستستثمر 15 مليار دولار سنوياً لتطوير تكنولوجيات جديدة تتعلق بالطاقة المتجددة.
أما في القطاع الصحي، فقال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تجازف بتجميد إصلاح نظام الرعاية الصحية، موضحاً أن ميزانيته المقترحة ستتضمن "التزامات تاريخية" في هذا الخصوص، مشيراً إلى أن سيشكل مجلساً من ممثلي قطاع الأعمال والعمال والأطباء ومزودي الرعاية الصحية الأسبوع المقبل لمناقشة هذه الإصلاحات.
وفي قطاع التعليم، دعا أوباما إلى ريادة أمريكية في هذا القطاع وإلى الالتزام بالدراسة الجامعية أو العليا أو التدريب المهني لمدة عام على الأقل، مشيراً إلى أنه على كل أمريكي أن يحصل على شهادة الثانوية على الأقل.
وأوضح أنه خصص مليارات الدولارات من أجل التعليم، بدءاً من التوسع في دور الحضانة وانتهاء ببرامج قروض الدراسية، محدداً هدفاً يتلخص في تحقيق أعلى معدل من خريجي الجامعات بحلول العام 2020.
وكان أوباما قد بدأ خطابه إلى الأمة بالتعهد بإعادة البناء والإنعاش، وبأن الولايات المتحدة ستنهض من جديد أقوى مما كانت عليه قبل الأزمة.
وحث الرئيس الأمريكي شعبه على مواجهة التحديات بشجاعة، مشيراً إلى أن حل المشكلات التي تواجه الولايات المتحدة "في متناول اليد"، وأنها موجودة في "جامعاتنا ومختبراتنا وفي حقولنا ومصانعنا وفي مخيلة الرواد والمقاولين وكرامة وفخر أكثر شعوب الأرض اجتهاداً."
القضايا الأخرى
وتطرق أوباما في أول خطاب للأمة أمام الكونغرس إلى الحربين في العراق وأفغانستان بصورة سريعة موضحاً أنه يعكف على وضع أسس حول كيفية تحقيق الانتصار في الحرب في أفغانستان وإنهاء الوجود العسكري الضخم في العراق.
وقال إن أفغانستان وحدودها مع باكستان ستظل موضع تركيز أساسي.
وشدد على أنه سيعمل على زيادة رواتب الجنود وعناصر مشاة البحرية وتحسين مزايا المتقاعدين.
كما تطرق إلى قضية الشرق الأوسط بصورة مقتضبة مشيراً إلى أنها ستظل محور اهتمام إدارته، وأنه عيّن مبعوثاً خاصاً لهذه الأزمة، هو السيناتور جورج ميتشل.