آثار الهجوم على ''كول'' عام 2000
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN)-- نقل ممثلون عن عائلات ضحايا الهجوم على البارجة الأمريكية "كول" بميناء عدن اليمني عام 2000، إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تعهد لهم الجمعة بأن المتهم الرئيسي بالقضية، السعودي عبدالرحيم الناشري، سيبقى في السجن وسيصار إلى السير بمحاكمته.
وقال أشخاص حضروا الاجتماع، الذي ضم أيضاً أقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول، إن اللقاء حمل مداولات صريحة حول "المناورة القانونية" الأخيرة التي أدت إلى إسقاط التهم عن الناشري، إلى جانب محاولة أوباما شرح موقفه الداعي إلى إغلاق معتقل غوانتانامو.
وقالت لوري تريبليت، زوجة أحد البحارة الذين قتلوا على متن البارجة "كول" إن الرئيس الأمريكي وضعهم في أجواء الخطوات القانونية المقبلة بقضية الناشري، كما أكد لهم أنه سيصار إلى إطلاق سراح من يجب إطلاق سراحهم وإبقاء الآخرين قيد الاعتقال.
وأعربت تريبليت عن ارتياحها لتعهدات أوباما بخصوص الناشري، مضيفة أن أوباما أوضح بأن القرار حول اختيار إطار المحاكمة، ما بين الدوائر العسكرية أو المدنية، لم يُتخذ بعد.
وكانت الحكومة الأمريكية قد أسقطت الجمعة التهم الموجهة إلى السعودي، عبدالرحيم الناشري، والتي كانت تدور حول مسؤوليته المفترضة عن الهجوم الذي استهدف البارجة الأمريكية "كول" في أكتوبر/تشرين الأول عام 2000 في مرفأ مدينة عدن، وتسبب بمقتل 17 بحاراً، وذلك باستخدام صيغة تتيح إمكانية إعادة محاكمته لاحقاً.
وقال الكومندور جيفري غوردون، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" إن القرار جاء "وفق طابع لا يحمل تجاوزاً للقانون" ما قد يعتبر مناورة قانونية تبقي الملف مفتوحاً، حيث لم يتم التطرق إلى تفاصيل الأدلة التي تملكها الحكومة، بينما سيضل الناشري في معتقل معسكر "غوانتانامو" حيث يعتبر بين "أهم السجناء."
وباستخدام هذه المناورة، سيتمكن الإدعاء الأمريكي من حفظ خيار العودة لمقاضاة الناشري لاحقاً، وتحقيق رغبة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بتعليق المحاكمات في غوانتانامو لأربعة أشهر في الوقت عينه.
وبهذه الخطوة، فإن جميع المحاكمات العسكرية التي كانت تجري في المعتقل الواقع بجزيرة كوبا باتت معلقة، على ما أكده غوردون.
يذكر أن الهجوم على البارجة الأمريكية جاء عن طريق هجوم انتحاري تم بمركبين صغيرين، وقد حمّلت السلطات الأمريكية تحمل تنظيم القاعدة، بقيادة أسامة بن لادن، مسؤولية الهجوم، وقد عادت البارجة للخدمة عام 2002.
وكانت واشنطن قد أعلنت عن اعتقال الناشري عام 2002، وقد أبقته في مكان سري حتى عام 2006، عندما قامت بنقله إلى غوانتانامو.
وبالتزامن مع هذه التطورات، قال أندرو هيل، الممثل القانوني لعائلات ضحايا المدمرة كول، إن أوباما قام بدعوة العائلات لزيارته في البيت الأبيض الجمعة، على أن يكون ذلك بغياب المحامين.
ووفقاً لمصادر في البيت الأبيض، فإن أوباما سيلتقي الجمعة أيضاً بعائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وذلك للتشاور معهم حول سبل حل القضايا المرتبطة بإغلاق معتقل غوانتانامو "وإبقاء سلامة وأمن الشعب الأمريكي على رأس سلم الأولويات،" في آن معاً.
يذكر أن البنتاغون كان قد نشر عام 2007 نص استجواب الناشري، الذي قال إنّه تعرّض للتعذيب من أجل انتزاع اعتراف بالمسؤولية عن هذا الهجوم وغيره من العمليات، ضمنها العملية التي استهدفت الناقلة الفرنسية ليمبورغ.
ونفى الناشري مشاركته في الهجوم على كول، قائلا "لقد تمّ تعذيبي من أجل انتزاع اعتراف مني، وعندما قمت بذلك، شعر من كان يحتجزني بالغبطة وتوقفوا عن استجوابي."
كما أوضح أنّه اضطر إلى اختلاق قصص حتى يتم التوقف عن تعذيبه.
غير أنّ الناشري قال إنّه يعرف الأشخاص الذي قاموا بتفجير المدمرة الأمريكية لأنّه على علاقة مهنية بهم في ميدان الصيد البحري.
وتقول الأدلة إنّ الناشري قام بشراء زورق ومتفجرات تمّ استخدامها في العملية وذلك من ماله الخاص.