جياباو يدعو للحوار بالملف الكوري الشمالي
بكين، الصين (CNN) -- أعرب رئيس الوزراء الصيني، ون جياباو، الجمعة عن تفاؤله بالإستراتيجية التي يعتمدها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لتحفيز الاقتصاد المتعثر، غير أنه لم يخف أن لبلاده، التي تعتبر أكبر مقرض للولايات المتحدة، مخاوف حيال مصير أصولها المالية.
وقال جياباو، في مؤتمر صحفي عقده على هامش اجتماعات دورة مجلس الشعب الصيني، إن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة مع كوريا الشمالية، كما انتقد بشدة الزعيم الروحي، لإقليم التبت، الدالاي لاما، واصفاً إياه بأنه "كاذب."
وقال جياباو، موجهاً كلامه للصحفيين الأجانب: "لقد أقرضنا أمريكا الكثير من الأموال، ويهمنا بالتالي سلامة أصولنا، وبصراحة، فأنا أشعر ببعض القلق وأتمنى منكم أن تطلبوا من الولايات المتحدة احترام كلمتها وضمان سلامة الأصول الصينية."
وذكر جياوباو أن أوباما: "قام بمجموعة خطوات لمواجهة الأزمة المالية العالمية" مشيراً إلى أن لديه "آمال كبيرة" بفرص نجاحها.
وأقر جياباو بأن بكين سبق لها أن اشترت الكثير من النقد الأجنبي لبناء احتياطياتها المالية، غير أنه لفت إلى أن مساعي البلاد في مواجهة الأزمة المالية والمخاطر المرتفعة جعلتها تنوع في استثماراتها بحسب أسعار الفائدة.
وتمتلك الصين أكثر من ترليوني دولار على شكل احتياطيات أجنبية، كما تعتبر أكبر مقرض للولايات المتحدة، إذ يصل حجم ديونها إلى أكثر من ترليون دولار، من خلال سندات الخزينة.
وكشف جياباو عن خطة بقيمة 585 مليار دولار لتحفيز الاقتصاد الصيني، عبر الاستثمار في مجالات البيئة والتكنولوجيا ودعم المزارع وتوفير المساكن والبنية التحتية، مرجحاً أن تنمو بلاده العام الحالي بنسبة ثمانية في المائة، وإن كان قد ألمح إلى أن ذلك سيحتاج إلى "مجهود كبير."
يشار إلى أن الصين تتابع عن كثب تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية - التي أضرت بصادراتها - على البنية الاجتماعية، وذلك بعدما أدت الظروف الحالية إلى طرد أكثر من عشرة ملايين عامل من وظائفهم، ما اضطرهم إلى العودة إلى مناطقهم الريفية.
وعن ملف التبت، الذي شهد في السابق الكثير من التوتر على خلفية دعوات انفصالية تطالب بخروج الجيش الصيني المتواجد فيه منذ عقود، قال جياباو إن الوضع في الإقليم "آمن ومستقر،" واصفاً الزعيم الروحي المنفي للإقليم، الدالاي لاما، بأنه "كاذب."
وتابع جياباو قائلاً: "لقد حاول الدالاي لاما نفي صحة ما أوردته الحكومة الصينية عن طلبه سحب الجيش الصيني وإخراج السكان من قومية الهان خارج الإقليم، وهذا كذب فاضح."
جياوباو، الذي كان يذكّر باقتراح السلام الذي قدمه الدالاي لاما عام 1988 لإنهاء النزاع في التبت، قال إن الزعيم الروحي "يمكن له تغيير مواقفه، لكن لا يمكنه مطلقاً نفي ما سبق له قوله."
واستطرد رئيس بأن بكين ستبقي الباب مفتوحاً أمام الدالاي لاما، "إذا تراجع عن دعواته الانفصالية" وأظهر جدية في التعامل، على حد تعبيره.
وتحدث جياباو عن ملف كوريا الشمالية النووي، فأعاد التشديد على ضرورة حل الخلافات من خلال المحادثات السداسية الأطراف، والتي تضم ممثلين عن الكوريتين، إلى جانب روسيا والصين والولايات المتحدة واليابان، معتبراً أن ذلك يشكل السبيل الوحيد لضمان الأمن في جنوب شرقي آسيا.