بانيتا يصل إسلام أباد في زيارة غير معلنة
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- وصل إلى إسلام أباد بصورة "مفاجئة" السبت، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، ليون بانيتا، في محاولة لامتصاص غضب المسؤولين الباكستانيين إزاء قصف مواقع داخل الأراضي الباكستانية، يُعتقد أن طائرات أمريكية بدون طيار نفذته، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين.
وقال مسؤول بوزارة الداخلية الباكستانية إن بانيتا سوف يلتقي خلال الزيارة كل من الرئيس آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأمنيين في باكستان.
وذكرت تقارير إعلامية محلية أن اللقاءات التي سيعقدها المسؤولون الباكستانيون مع مدير الاستخبارات الأمريكية ستتناول عمليات القصف التي تعرضت لها عدة مواقع باكستانية مؤخراً، والتي أغضبت المسؤولين في إسلام أباد.
تأتي زيارة بانيتا إلى إسلام أباد بعد أقل من يومين على هجوم صاروخي الخميس، أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل وجرح 30 آخرين، في مقاطعة "خيبر" شمال غرب باكستان، إلا أنه لم يتضح ما إذا كان الهجوم ناجماً عن قصف أمريكي.
ويتبنى الجيش الأمريكي سياسة عدم التعليق على مثل هذه الهجمات العابرة للحدود، وينفذها عبر طائرات دون طيار، علماً بأن القوات الأمريكية هي الوحيدة في المنطقة التي تتمتع بقدرات عسكرية لإطلاق صواريخ من تلك الطائرات، التي يتم التحكم فيها عن بُعد.
يُذكر أن الأقاليم المضطربة المتاخمة للحدود الأفغانية، تعج بالعناصر المسلحة المتشددة، وتلك المتعاطفة معها من حركة "طالبان" فرع باكستان، وتنظيم "القاعدة"، كما كانت مسرحاً لعدد من المواجهات العسكرية بين قوات الحكومة الباكستانية والمسلحين.
ونفت السلطات الباكستانية مراراً أن تكون منحت إذناً إلى الولايات المتحدة الأمريكية لشن عمليات عسكرية ضد أي مواقع مشتبهة لتنظيم القاعدة أو حركة طالبان داخل أراضيها، باستخدام طائرات بدون طيار.
وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، قد اقر في وقت سابق، بأن القوات الأمريكية قامت بشن عدد من الغارات داخل الأراضي الباكستانية، وهو اعتراف نادر من جانب واشنطن بمثل هذه الغارات.
ورغم أن الولايات المتحدة تقول إن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل عدد من كبار المسؤولين في تنظيم القاعدة، إلا أن حكومة أسلام أباد أدانتها، معتبرة أنها تشكل انتهاكاً لسيادتها، وطلبت من القوات الأمريكية الامتناع عنها.
وشهد العام 2008 حوالي 30 هجوماً مماثلاً على باكستان، كما أن تلك الهجمات تواصلت العام الجاري، حتى بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما منصبه رسمياً، في يناير/ كانون الثاني الماضي.
كما شهد مطلع مارس/ آذار الجاري قصفاً مماثلاً، استهدف أحد المنازل في شمال غربي باكستان، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، وإصابة نحو ثلاثة آخرين.