القصف استهدف مسلحين ينتمون لطالبان
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- لقي ثلاثة أشخاص على الأقل مصرعهم وأُصيب نحو أربعة آخرين، في قصف صاروخي يُعتقد أن طائرة أمريكية بدون طيار نفذته بمنطقة القبائل في جنوب غربي باكستان الأربعاء.
وقال مسؤولون محليون وتقارير إعلامية إن القصف الصاروخي استهدف على الأرجح شاحنة صغيرة تقل عدداً من مسلحي حركة "طالبان" الباكستانية، قرب بلدة "وانا" بإقليم "وزيرستان" الجنوبي.
ويُعد هذا القصف الصاروخي هو الهجوم الثاني عشر من نوعه، الذي تتعرض له مناطق باكستانية منذ بداية 2009 الجاري، مقارنة بثلاثة هجمات فقط خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وذكر نسيم داوار، المسؤول بإدارة الإقليم الخاضع لسيطرة الحكومة الاتحادية المركزية في العاصمة إسلام أباد، أن القصف أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وأربعة جرحى، مرجحاً أنهم ينتمون لحركة طالبان.
كما نقل المسؤول الباكستاني عن شهود عيان ومصادر استخباراتية قولهم إن الطائرة حلقت على ارتفاع منخفض، مما دفع المسلحين إلى إطلاق النار عليها، قبل أن تطلق صاروخاً واحداً على الأقل باتجاههم.
وأشار داوار إلى أن الصاروخ أدى أيضاً إلى تدمير عدد من المباني ومحال البقالة القريبة من المنطقة التي استهدفها القصف.
ويتبنى الجيش الأمريكي سياسة عدم التعليق على تلك الهجمات العابرة للحدود، علماً بأن القوات الأمريكية هي الوحيدة في المنطقة التي تتمتع بقدرات عسكرية لإطلاق صواريخ من تلك الطائرات، التي يتم التحكم فيها عن بُعد.
يُذكر أن الأقاليم المضطربة المتاخمة للحدود الأفغانية، تعج بالعناصر المسلحة المتشددة، وتلك المتعاطفة معها من حركة "طالبان" فرع باكستان، وتنظيم "القاعدة"، كما كانت مسرحاً لعدد من المواجهات بين القوات الباكستانية والمسلحين.
ونفت السلطات الباكستانية مراراً أن تكون منحت إذناً إلى الولايات المتحدة الأمريكية لشن عمليات عسكرية ضد أي مواقع مشتبهة لتنظيم القاعدة أو حركة طالبان داخل أراضيها، باستخدام طائرات بدون طيار.
وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، قد أقر في وقت سابق، بأن القوات الأمريكية قامت بشن عدد من الغارات داخل الأراضي الباكستانية، وهو اعتراف نادر من جانب واشنطن بمثل هذه الغارات.
ورغم أن الولايات المتحدة تقول إن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل عدد من كبار المسؤولين في تنظيم القاعدة، إلا أن حكومة أسلام أباد أدانتها، معتبرة أنها تشكل انتهاكاً لسيادتها، وطلبت من القوات الأمريكية الامتناع عنها.
وشهد العام 2008 حوالي 30 هجوماً مماثلاً على باكستان، كما أن تلك الهجمات تواصلت العام الجاري، حتى بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما منصبه رسمياً، في يناير/ كانون الثاني الماضي.