الولايات المتحدة تقر بقصف باكستان بطائرات من دون طيار

دأب الجيش الأمريكي في أفغانستان على عدم التعليق على مثل هذه الهجمات

لوس أنجلوس، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- لأول مرة منذ بدء استخدامها تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بقصف مناطق داخل باكستان بواسطة الطائرات من دون طيار في استهدافها لقادة تنظيم القاعدة.

ففي اعتراف نادر، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، ليون بانيتا، إن القصف الجوي، الذي يستهدف قادة تنظيم القاعدة في باكستان، كان "فعالاً"، منوهاً إلى سقوط "بعض مدنيين" جراء عمليات القصف هذه.

وحول الانتقادات التي يتعرض لها القصف الصاروخي من جانب خبراء مكافحة الإرهاب، قال بانيتا إنه لا يرغب بمناقشة التفاصيل، مضيفاً "لكنني أستطيع التأكيد لكم أنه فيما يخص تلك المنطقة على وجه التحديد، فإن القصف بالغ الدقة ومحدود جداً فيما يتعلق بالدمار الناجم."

وقال في مركز "المجلس السلمي للسياسة الدولية" في لوس أنجلوس: "بصراحة متناهية، إنها اللعبة الوحيدة المتاحة فيما يخص مواجهة قيادة القاعدة أو محاولة إرباكها."

وكانت باكستان قد اشتكت مراراً من عمليات القصف الجوي الأمريكية لأراضيها بواسطة طائرات الاستطلاع من دون طيار.

فيما يرفض الجيش الأمريكي في أفغانستان التعليق على هذه الهجمات، التي غالباً ما تستهدف المسلحين المتشددين في المناطق الحدودية بين البلدين، حيث يتبنى الجيش الأمريكي سياسة عدم التعليق على تلك الهجمات العابرة للحدود.

غير أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة الموجودة في المنطقة والتي يعرف عنها امتلاكها لمثل هذه القدرة على شن هجمات صاروخية بواسطة طائرات يتم التحكم بها عن بعد.

وكان المدير السابق للوكالة، مايكل هايدن، قد سئل عن الهجمات بالطائرات من دون طيار داخل الأراضي الباكستانية قبل أن يترك منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، لكنه لم يكن يجيب على مثل تلك الأسئلة بالصراحة والوضوح الذي تحدث به بانيتا، رافضاً تأكيد أو نفي مثل هذه الهجمات.

يشار إلى أن أحدث الهجمات الأمريكية بواسطة الطائرات من دون طيار وقعت قبل 10 أيام وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وجرح آخرين في غارة على منطقة وزيرستان، وفقا لما أعلنه مسؤول في الاستخبارات الباكستانية.

وأضاف المسؤول "وقعت الغارة عند الظهر، في قرية لانارخيل، بمنطقة ساراروغا جنوب وزيرستان، وهي منطقة قبلية قريبة من الحدود مع أفغانستان، يسيطر عليها زعيم في حركة طالبان يدعى بيت الله محسود."

ولم يصدر أي تأكيد عن القوات الأمريكية في أفغانستان يتعلق بهذه الهجمة.

يذكر أن بانيتا كان قد وصل إلى إسلام أباد بصورة "مفاجئة" في وقت سابق من الشهر الجاري، في محاولة لامتصاص غضب المسؤولين الباكستانيين إزاء قصف مواقع داخل الأراضي الباكستانية، يُعتقد أن طائرات أمريكية بدون طيار نفذته، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين.

وذكرت تقارير إعلامية محلية أن اللقاءات التي عقدها المسؤولون الباكستانيون مع مدير الاستخبارات الأمريكية تناولت عمليات القصف التي تعرضت لها عدة مواقع باكستانية مؤخراً، والتي أغضبت المسؤولين في إسلام أباد.