مسلحو طالبان ينتشرون في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- بعد قليل من دعوة الإدارة الأمريكية كل من الرئيسين الأفغاني حميد كرزاي، والباكستاني آصف زرداري، إلى العمل على "هزيمة طالبان والقاعدة"، كشف مسؤول رفيع في الجيش الباكستاني لشبكة CNN الخميس، أن إسلام أباد ستعلن قريباً انتهاء العمل باتفاق السلام "الهش" مع مسلحي حركة طالبان.
ومن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، انسحاب حكومته من اتفاق السلام، في وقت لاحق الخميس، كما سيعلن عن مواصلة قوات الجيش حملتها ضد مسلحي الحركة "المتشددة" في إقليم "وادي سوات"، الذي يشهد مواجهات عنيفة منذ نحو أسبوعين.
وبحسب المسؤول العسكري، فإن الجيش الباكستاني سوف يدفع بمزيد من القوات إلى وادي سوات، حيث يخوض مابين 12 و15 ألف جندي من القوات الحكومية معارك طاحنة ضد مسلحي طالبان في عدة مناطق بالإقليم الشمالي الغربي، القريب من الحدود مع أفغانستان.
وكانت طالبان قد أعلنت في منتصف فبراير/ شباط الماضي وقف إطلاق النار في وادي سوات لمدة عشرة أيام، وقالت إنها قد تمدد الهدنة، بموجب اتفاق مع الحكومة الباكستانية، في مسعى لتهدئة الأوضاع بالإقليم، الذي فرضت الحركة سيطرتها على نحو 80 في المائة من مساحته.
جاء الإعلان عن "الهدنة المؤقتة"، التي جرى انتهاكها عدة مرات، بعد قليل من إعلان الرئيس الباكستاني، أن حكومته تخوض صراعاً من أجل البقاء في مواجهة حركة طالبان، مقراً بتساهل إسلم أباد في التصدي للحركة، والإخفاق في تقدير التهديدات التي تمثلها.
وتعرض قرار وقف إطلاق النار لانتقادات واسعة غربياً، باعتباره "تخلياً من جانب الحكومة الباكستانية عن التزامها لوقف هجمات طالبان"، إلا أن الرئيس زرداري دافع عن الاتفاق قائلاً إن "كثيرين في الغرب أساؤوا الحكم على ذلك القرار."
إلا أن القوات الباكستانية بدأت بشن هجوم شرس على معاقل طالبان في إقليمي "بيونر" و"دير العليا"، المحاذيين لوادي سوات، منذ قرابة أسبوعين، حيث أكدت قيادة الجيش مقتل العديد من مقاتلي الحركة خلال تلك المواجهات.
وووفقاً لتقديرات حكومية، فإن ما يقرب من 40 ألف مدنياً باكستانياً غادروا منطقة "مينغورا"، شمال غربي باكستان بعد اشتعال المواجهات، كما يُتوقع نزوح نحو 500 ألف آخرين من نفس المنطقة، في الوقت الذي تستعد فيه القوات الباكستانية لشن هجوم واسع عليها.
وفي وقت سابق الأربعاء، حث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، نظيريه الباكستاني والأفغاني على "هزيمة طالبان"، قائلاً إن اللقاء الذي جمعه بهما يأتي "بوصفه لقاء بين قادة دول ثلاثة ذات سيادة، تلتقي في هدف مشترك، ألا وهو تشتيت تنظيم القاعدة وحركة طالبان وتفكيكهما وهزيمتهما."
وأوضح أوباما أنه من أجل القيام بذلك، فإن على الدول الثلاثة أن تحرم المتطرفين من الساحة الضرورية لهم للممارسة أعمالهم، كما عليها أن تعمل من أجل توفير حياة أفضل للشعبين الباكستاني والأفغاني.(المزيد)