الاستقبال الكبير الذي حظي به المقرحي أثار حفيظة مسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- انتقد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI بشدة قرار إطلاق سراح الليبي، عبد الباسط على محمد المقرحي، المتهم بتفجير طائرة أمريكية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية، وذلك في رسالة كشف عنها السبت، واصفاً العملية بأنها "استخفاف بحكم القانون."
وقال مدير FBI، روبرت مولر، في رسالته الموجهة إلى وزير العدل الاسكتلندي، كيني مكاسكل، إن قرار الأخير بالإفراج عن المقرحي "غير قابل للتبرير بقدر ما هو ضار بقضية العدالة."
وأضاف مولر في رسالته: "إن تصرفكم يعد مكافأة للإرهاب.. ويشكل استخفافاً بمشاعر وعواطف أولئك الذين تأثروا بمأساة لوكربي."
يشار إلى أن المقرحي كان قد اتهم وأدين بحادثة تفجير طائرة أمريكية تابعة لشركة "بان آم" فوق بلدة لوكربي عام 1988، ما أدى إلى وفاة 270 شخصاً، بمن فيهم 189 أمريكياً، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد انتقد الجمعة الاستقبال الحافل الذي حظي به المقرحي في ليبيا بعد إطلاق سراحه من قبل السلطات القضائية الاسكتلندية لدواع إنسانية، جراء إصابة المقرحي بسرطان البروستات.
كما عبر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميلباند عن "انزعاجه الشديد" للاستقبال الذي لقيه المقرحي في ليبيا.
حيث قال مساعد وزير الخارجية، جي بي كراولي لـCNN إن المقرحي هو "إرهابي وقاتل جماعي،" واعتبر أن المظاهر الاحتفالية التي رافقت عودته "مقرفة."
كذلك نفى رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، أن يكون الإفراج عن المقرحي جزءاً من صفقة عقدتها لندن مع طرابلس للحصول على مصالح تجارية.(التفاصيل)
بالمقابل، استقبل الزعيم الليبي معمر القذافي، المقرحي، منتقداً الذين نددوا بالاستقبال الذي ناله السجين السابق في طرابلس، وسأل عن سبب القول إن ذلك يثير عائلات ضحايا لوكربي في حين لم يتم الحديث عن مشاعر العائلات الليبية التي مات أطفالها بعد حقنهم بالإيدز على يد الطاقم الطبي البلغاري الذي أفرجت طرابلس عنه قائلاًَ: "هل نحن حمير وهم أوادم."
وكان المقرحي قد زار الزعيم الليبي، معمر القذافي، ليل الجمعة، حيث ظهر في الصور وهو يقبل يده، وتحدث القذافي بالمناسبة حيث توجه بالشكر إلى "أصدقائنا في اسكتلندا" وقدم لهم "التهنئة على شجاعتهم واستقلال قرارهم رغم الضغوط غير المقبولة."