تراجعت شعبية الحرب التي تقودها أمريكا في أفغانستان
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في مقابلة مع CNN الأحد، أن مراجعة الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان لن تقودها "سياسات وليدة اللحظة"، في ظل تنامي القلق من امتداد الحرب التي تقودها الولايات المتحدة منذ قرابة ثمانية سنوات في "مقبرة الإمبراطوريات."
وشدد على أهمية تحديد الاستراتيجية المناسبة للقوات الأمريكية بأفغانستان قبل التفكير في إرسال مزيد من القوات إلى هناك.
ورد أوباما على سؤال بشأن إذا ما كانت هناك حاجة لدفع المزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان: "لا أريد أن أضع سؤال الموارد في مقدمة سؤال الاستراتيجية."
وقال إنه يريد التريث لحين أن يتم تحديد الاستراتيجية المناسبة للقوات الأمريكية قبيل التفكير فيما إذا كان يتعين إرسال مزيد من القوات إلى هناك.
مضيفاً: "كل مرة أوقع فيها أمراً.. أجد نفسي مسؤولاً أمام أولياء أمور أولئك الشباب من النساء والرجال الذين أرسلهم إلى هناك.. أريد التأكد تماماً بأن ذلك يتم للأسباب الصحيحة."
من جانبه دعا قائد القوات الأمريكية و قوات حلف الناتو في أفغانستان ستانلي ماكريستال، إلى ضرورة إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، خلال السنة المقبلة، وإلا إن الحرب التي بدأت قبل ثمانية أعوام سيكونها مصيرها الفشل.
وشدد ستانلي في وثيقة تم تسريبها حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" على أن : " الفشل في أخذ زمام المبادرة، وعكس زخم العمليات باتجاه المتمردين، سيؤدي إلى عدم القدرة على هزيمة المتمردين."
ولم تعلن الصحيفة عن تفاصيل أكثر حول الوثيقة التي تتكون من 66 صفحة، بعد طلب من وزارة الدفاع الأمريكية بعدم تسريب محتوياتها للعامة، لأهمية وسرية ما تحويه.
وتنشر الولايات المتحدة قرابة 62 ألف جندي في أفغانستان، ويساهم حلف شمالي الأطلسي "ناتو" بقوات قوامها نحو 35 ألف عنصر.
وكانت واشنطن قد عززت قواتها هناك بـ21 ألف جندي إضافي، تم إرسالهم لتأمين الانتخابات الرئاسية الأفغانية في واشنطن، وتخللتها مزاعم تزوير.
ويخطط البنتاغون لإرسال قوات إضافية، عددها 6 آلاف جندي، بنهاية العام الحالي، وسط توقعات بمطالبة قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، بضخ المزيد إلى هناك.
وصرح أوباما في حديثه للشبكة الذي بث الأحد أنه دعا لإعادة تقييم شامل للاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان، تقوم على أسس "ما هية هدفنا الأصلي.. وهو اقتناص القاعدة التي قتلت 3 آلاف أمريكي."
وأردف: "وتقييم إلى أي مدى تسير إستراتيجيتنا هناك لتحقيق هذا الهدف.. عندها فقط نحن في المسار الصحيح.. إذا بدأنا في الانحراف بعيداً عن ذلك، فربما لدينا مشكلة."
ومنذ العام الماضي، تزايدت بحدة المواجهات بين القوات الدولية وحركة طالبان، التي أعادت تنظيم صفوفها وعادت بقوة إلى ساحة المعركة، ارتفع على إثرها سقوط ضحايا بين صفوف التحالف.
وفي أغسطس/آب الفائت، لقي 48 جندياً أمريكياً مصرعهم، وهو رقم تعدى عدد ضحايا الشهر الذي سبقه، والذي وصل إلى 45 قتيلاً.
وفي الولايات المتحدة، تراجع الدعم الشعبي للحرب، وأظهر استطلاع للرأي لـCNN و"أوبنيون ريسيرش" أن 39 في المائة فقط يؤيدون الحرب، مقابل 58 في المائة يعارضها.
وأظهر المسح، الذي نشرت نتائجه الأسبوع الماضي، معارضة شعبية واسعة ترتقي إلى تلك التي أبداها الشارع الأمريكي لحرب العراق، خلال السنوات القليلة الماضية.
وتفرض المعارضة الشعبية المزيد من القيود على موافقة الكونغرس لإرسال قوات إضافية إلى دولة اكتسبت، بعد ألفي عام من النزاعات، لقب "مقبرة الإمبراطوريات."
وجادل السيناتور الديمقراطي ورئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، كارل ليفن، في حديث لـCNN الأحد، بأن على الحلفاء إرسال مزيد من القوات لأفغانستان قبيل أن تدفع بلاده بقوات إضافية إلى هناك.
وتتلو تصريحات ليفن إعلان رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، بأنه يبحث عن مخرج لقواته من أفغانستان بعد مقتل ستة جنود بانفجار الخميس.