عرض: مصطفى العرب
نقمة في المدونات العربية على أوباما
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ركزت المدونات العربية على مجموعة من التطورات السياسية والاجتماعية التي عرفتها المنطقة خلال الفترة الماضية، أبرزها فضائح الفساد المالية والجنسية التي تحوم حول شخصيات في السلطة الوطنية الفلسطينية، إلى جانب الدعوة إلى تخصيص يوم للاحتفال بالرجل، بعد أن انتشرت الأعياد الخاصة بالمرأة.
كذلك أعربت مجموعة من المدوّنين عن سخطهم حيال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بسبب العمليات العسكرية في أفغانستان، والمواقف من قضايا غزة وإيران وسواها، وأشاروا إلى أنه تعرض للخداع عندما ظن أنه أفضل من سلفه جورج بوش، بينما انشغل مدونون في معرفة الأسباب الحقيقية لتخلف الدول الإسلامية.
وتحدث المدون بنمحمدعبدالرزاق، الذي يكتب مدونة "المتقاعد السككي،" عن قضايا الفساد والفضائح الجنسية المثارة حالياً ضد شخصيات في السلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك تحت عنوان "فساد الأخلاق العربية".
وقال المدوّن: "بانفجار فضيحة الفساد المالي والسياسي والأخلاقي داخل حكومة (جمهورية السلطة الفلسطينية)، نكون قد طوينا آخر صفحة من صفحات الحلم العربي الذي امتد لعقود طويلة، واستسلمنا لليأس عند آخر محطة انتظار ظلت فيها أوهامنا تحن بشوق لانطلاقة العرس الفلسطيني."
وأضاف: "ليس عيبا أن يمارس الفلسطينيون بدورهم ما تقتضيه آداب السياسة العربية من تلاعب وفساد وتهريب وتبييض للأموال، ومن رشوة ومحسوبية وتزوير ونفاق سياسي، لذلك فقضايا الفساد والتلاعب بمشاعر الشعوب العربية لم يكن سلوكا جديدا على بعض الثوار الفلسطينيين."
وختم المدون بالقول: "لكن ماذا تبقى اليوم من عشق للثورة الفلسطينية بعد الهزات السياسية التي عرفتها في السنين الأخيرة، وبعد أن أسدل الستار على آخر حلقة من حلقات الفساد الفلسطيني على أعلى الأصعدة، فهذه حكاية رفيق الحسيني انفجرت وتطايرت شظاياها في كل أركان الدنيا، لكن ما هي قصص العشرات من الثوار القدامى والجدد النائمين فوق ملفات مليئة بالمؤامرات والاغتيالات والدسائس والخيانات."
أما المدون المغربي سعيد الكرتاح، فقد تناول قضية حقوق المرأة عبر "نبراس الشباب" وذلك من زاوية الدفاع عن الرجل وحقوقه هذه المرة.
وتحت عنوان: "كم تساوي -حواء- في الحياة بلا - آدم؟" قال الكرتاح: "عيد الأم، اليوم الوطني للمرأة، اليوم العالمي للمرأة، اليوم العالمي للعنف ضد النساء…، كلها أعياد وأيام وطنية وعالمية تستبشر بها النساء خيرا في العالم بأسره، بغض النظر عن الديانات والأجناس."
وتابع: "'لا للعنف ضد النساء،' يوم عالمي تحتفل به النساء في العالم بأسره، نتساءل، من يحمي المرأة من العنف؟، أليس الرجل الذي إن لم يكن زوجها يكون أبوها أو أخوها، ولم لا، ابنها، أخبروني من هو رجل الأمن الذي يحرسها أو المحامي الذي يدافع عن حقوقها أو القاضي الذي يصدر أحكاما ضد من عنفها، نعم إنه الرجل."
وأضاف: "إذن، ألا يستحق الرجل أن يحتفل باليوم العالمي للرجل، وهو ذلك البوليسي الذي يسهر في الشوارع والنساء نيام، وذاك العسكري الذي يسهر برصاصاته في الحدود بردا وشتاء وصيفا ليحرس نساء البلاد من الأعداء.. إذن، أعياد وأيام عالمية ووطنية للمرأة محدودة ومعدودة، ولنجعل أيام السنة كلها لك يا رجل، فاحتفل بها وقتما شئت."
ومن مصر، تناولت مدونة "جبهة التهييس الشعبية" العمليات العسكرية الأخيرة التي يشنها الجيش الأمريكي في أفغانستان، واعتبرت أن هذه التطورات تشير إلى أن الرئيس باراك أوباما، لا يختلف عن سلفه جورج بوش.
وقالت المدونة: ".....فين الأمامير بتوع هيستريا اوباما؟ فين؟ فين؟ (...) نازل قتل في المدنيين في أفغانستان ولا كأنه بيرش مبيدات على ناموس.. مين معبرهم؟ مين بيصوت عليهم؟ مش مهمين طبعا عشان جيمس بوند هو اللي بيموتهم."
وأضافت المدونة: "ده اللي واخد جايزة نوفل للسلام.... سفااااااااااااااااااااااااح، بس سفاح أمّور.. بالمناسبة كمان، أنا علمت على كل اللي تحمسوا لأوباما ايام مولد سيدي أوباما (عند انتخابه،) ليه؟ ده مجرد اختلاف في الرأي؟ ماشي، بس فيه ناس بتنخدع بسهولة بالدجالين."
وأضافت المدونة: "عمل إيه أوباما؟ إضافة إلى المذابح اللي بيعملها في افغانستان وكلنا قاعدين فاتحين بقنا؟ ما سمعناش صوت أمه تعقيبا على اختراق دولة واغتيال المبحوح، بقى لو كان اللي عمل كده إيران كان سكت؟ والخطة اللي صوت عليها الكونجرس لإسقاط النظام في ايران ماشية زي الحلاوة."
وأردفت: "هو ده التغيير بقى اللي الناس قعدت تتكلم عليه: اوباما ح يغير وجه العالم، صح؟ التغيير إن الضحايا يبقوا مبسوطين وساكتين والعالم يبرر للقتلة ويديهم جايزة نوبل للسلام، هو ده الجديد.. يس وي كان."
أما في السعودية، فبرزت مدونة "سوالف أحمد" التي نقل خلالها المدون حادثة جرت معه في الولايات المتحدة تناول من خلالها أوضاع الدول الإسلامية.
وتحت عنوان: "كيف وصل المسلمون إلى هذا الحال المتردي"، قال المدّون: "عندما كنت أهم بتقديم طلب الرخصة في دائرة الرخص بمدينة سانتا باربرا بكاليفورنيا، كانت المقابلة أمام فتاة أمريكية هادئة الملامح لم تكن ترفع عينيها عن تصحيح الأوراق ومتابعة الطلبات، عندما لمحت اسمي رفعت رأسها وسألتني: أنتَ من السعودية ؟ .. هذا أمر مثير .. لم يسبق لي أن تابعت إصدار رخصة قيادة لسعودي."
وأضاف المدوّن، أن الفتاة الأمريكية قالت له: "هل ممكن أن أسألك سؤالاً واحداً فقط .. أجبت : بكل سرور (كنت أعتقد بأنها ستسأل عن ابن لادن أو عن القوانين المتشددة في السعودية - كما يرونها - ) أخذت ورقة من السلة المجاورة ورسمت لي رسماً بيانياً من خط واحد .. يبدأ من أسفل الورقة ثم يعلو إلى القمة ثم يهوي مرة أخرى إلى أدنى الورقة. قلت: حتماً لا يمكنني أن أفهم .. (نداء الشر في داخلي كان يقول وش هالبنت اللي ماصدقت تشوف زين إلا وتحرشت فيه.)"
وتابع المدون، أن الفتاة قالت له بأن هذا الرسم يمثل الإسلام بالنسبة لها، لإنها استنتجت من قراءة تاريخه أنه وصل إلى القمة قبل أن تتدهور أوضاع المسلمين لاحقاً، وأضافت أنها عجزت عن تحديد سبب ذلك.
وختم بالقول: "البارحة كنت أفتش في بعض من أوراقي القديمة ووجدت رخصتي الأمريكية ثم تذكرت هذه المحادثة وجلست أفكر .. فعلاً كيف وصلنا إلى هذا الوضع المتردي فكرياً وأخلاقياً؟ لماذا أصبحت الدول العربية بؤرة حروب واغتيالات وأفكار سوداوية مظلمة وسطحية في الفكر والثقافة والعلم .. هل هناك نظرة تفاؤل في المستقبل ؟ .. بالنسبة لي نظرتي تشاؤمية على الأقل للعشرين سنة القادمة، والتي أعتقد بأن الحال سيكون فيها أسوأ."