عرض: مصطفى العرب
من عمليات إتلاف المخدرات وأكياس الحشيش بحرقها
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- تابعت المدونات العربية خلال الأيام الماضية مجموعة من القضايا، أبرزها التبريرات لمسألة انهيار مسجد تاريخي في المغرب، ما أدى إلى مقتل 41 شخصاً، إلى جانب دعوى مناقشة ما وصفه البعض لـ"إسهال الفتاوى" التي باتت تطال كل الأمور.
كذلك برزت دعوة لتأسيس حزب يدافع عن المخدرات والمدمنين في مصر، بسبب فوائدها ومساعدتها سكان البلاد على تحمّل أوضاعهم، بالإضافة إلى غضب المدونين السوريين من صدور عفو رئاسي عن المحكومين في البلاد، واستثناء معتقلي الرأي، علاوة على تحدي مدوّن سعودي لدعوة رجل الدين السعودي، عبدالرحمن البراك، لقتل دعاة الاختلاط.
فعلى مدونة "قطة الصحراء" برزت شكوى من تعدد الفتاوى وتكاثرها في كل مجال من مجالات الحياة، فتطرقت المدونة إلى القضية تحت عنوان "رجم جوزة الطيب" داعية إلى وضع "علاج سريع لمرضى إسهال الفتاوى."
وقالت المدونة : "كنت أبحث (على الانترنت) عن النباتات العشبية، وعلى حين فجعة ألاقي فتوى بتحريم جوزة الطيب.. جوزة الطيب هي النواة الجافة لشجرة دائمة الخضرة، ولها رائحة قوية نفاذة ومذاق لاذع جدا.. واستخدمت في تحضير عدد كبير من الأدوية منذ مئات السنين، ومازالت تستخدم في تحضير العقاقير."
وأشارت المدونة إلى "فتوى الدكتور أحمد الحجي الكردي - في هذا الخصوص، والتي تشير إلى أن جوزة الطيب من المسكرات، ولهذا فإن أكلها محرم لدى أكثر الفقهاء."
وختمت المدونة بالقول: "نسيت يا شيخ يا عبقري أن تقول لنا ما حكم الشجرة؟ ستدخل الجنة ولا يتولع في السلالة بتاعتها يوم القيامة؟ ولما هي من المسكرات، لماذا لا تجرمها الدولة مثل الحشيش والبانجو وما شابه؟"
ومن المغرب، تابعت المدونات بشكل مكثف انهيار أحد المساجد في مدينة مكناس، معتبرة أن ذلك ناجم عن الإهمال الرسمي للمواقع الأثرية، وانتقدت مدونة "جمال الخنوسي " ما جاء في مواقف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، في مقابلة تلفزيونية حول الحادث، تحت عنوان أنه "يقدم درسا بليغا في فن النجارة."
وقال الخنوسي إن التوفيق: "يستحق الميدالية الذهبية في النجارة وإبداعات الأرابيسك وتطويع الكلام الفارغ.. في تلفزيوننا العظيم شهدنا، والحمد لله، وزيرا يذر الرماد في عيون أكثر من 30 مليون مغربي ينتظرون الجواب على سؤال محوري واحد ووحيد: من المسؤول عن فاجعة سقوط مسجد بمكناس عمره 300 سنة ووفاة 41 مواطنا؟"
وتابعت المدونة: "منذ البداية حاول الوزير النجار أن يخلط الأوراق، ويشوش على الأذهان، ويخنق القلوب الحانقة بإقحام الديني مع الدنيوي، وأوقف المسار العادي للبرنامج من أجل قراءة الفاتحة على أرواح 'الشهداء،' الذين طلبهم الله إلى جواره. إنها لعبة المقدس التي تجعل الكارثة والفاجعة تتحول إلى قضاء وقدر، وتقلب ضحايا التهور إلى شهداء، وتجعل من الاستهتار البشري مشيئة ربانية."
وختم بالقول: "اسمح لي سيدي الوزير أن أقول لكم إن ما حدث في مكناس ليس قضاء ولا قدرا، بل اسمه الحقيقي 'الإهمال' واسمح لي أن أقول لكم أيضا إنه في البلدان المتحضرة والديمقراطية يستقيل الوزير المسؤول عندما تقتل فيها النفس البشرية بلا حق، ولا يظهر في التلفزيون وتخصص له ساعة ونصف ليقول الخزعبلات."
ومن مصر، برزت مدونة "رقصني يا جدع"، التي كتب فيها المدوّن "مهيّج الجماهير" تحت عنوان "بيان تجار المخدرات إلى الأمة."
وقال المدوّن: "بعد أن أثبتت الدراسات التي قام بها علماؤنا أن المخدرات لها علاقة وطيدة بالحالة السياسية والاقتصادية بالدولة حيث أنها: تساعد الشاب العاطل على التأقلم مع الواقع، وتساعد الموظف الغلبان على تقبل أن كيلو اللحمة بأربعين جنيه، وتساعد المواطن على الاستماع، (وأحياناً تصديق) تصريحات بعض المسؤولين، ولولاها لاجتمعت جميع فئات الشعب من عمال وفلاحين ومسلمين وأقباط على ظاهرة الانتحار الجماعي."
وأضاف: "كما أنها وسيلة فعالة لعلاج حالات ( وجع القفا) التي يعاني منها الكثير من أبناء هذا الشعب، وتساعد ولي الأمر على تقبل واقع انه بيدفع لأبنه كل شهر ( دروس بس ) أكتر من مرتبه نفسه.. تساعد البعض على تقبل مشاهدة كليبات نانسي وهيفاء وماريا ومروى."
وختم: "وبناءً عليه قررنا الآتي: إنشاء حزب يهتم بشؤون المخدرات ويدافع عن حقوق تجار المخدرات المهدورة، ومطالبة الحكومة بإدراج (الحشيش) بصفته المخدر المفضل لدى أبناء الشعب في قائمة الدعم (يارت لو يبقى مع التموين.) وفتح فرص عمل جديدة للشباب في مجال المخدرات."
أما في السعودية، فبرز موقف غاضب لمدونة "سعودي جينز" على فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك الأخيرة، حول ضرورة منع الاختلاط بين الجنسين وقتل كل من يدعو لهذا الأمر باعتباره مرتداً.
وعنون المدّون مقالته، التي دونها بالإنجليزية بـ"اقتلني الآن" وقال بعدها: "بالنسبة لشخص قد يستمتع بحياة رجل الكهف، فإن الشيخ البراك لديه قدرة مدهشة في بعض الأحيان على تصدّر عناوين الأخبار بالفتوى المتشددة والخطيرة التي أطلقها."
وتابع: "البعض يعتقد أن الوسيلة الأفضل للتعامل مع هذه الفتوى هي عبر تجاهلها لأن تغطيتها إعلامياً تمنحها أهمية مبالغ بها، ولكنني أرفض ذلك، فربما يكون البراك رجلاً عجوزاً يعيش في الماضي، ولكن عدم التعاطي مع فتواه بشكل صحيح قد يكون له تداعيات خطيرة لأن له أتباعاً أوفياء يحترمون مواقفه."
وأضاف المدوّن: "ماذا لو قرر أحد أتباع البراك قتل من يتحدث دفاعاً عن الاختلاط، مثل وزير العدل الشيخ محمد العيسى، أو الشيخ أحمد الغامدي؟ أعتقد أن على جميع المهتمين بالقضية رفع الصوت حيال الفتوى وإدانة البراك، ولكنني واثق أن أحداً لن ينبس ببنت شفة بعد ما جرى من خلال حول الاختلاط بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا."
ومن سوريا، ندد عمر مشوح عبر مدونته "المرفأ" بالقرار الأخير الذي أصدره الرئيس السوري، بشار الأسد، بالعفو على الكثير من المحكومين في قضايا مختلفة، واستثناء المعتقلين السياسيين والمدونين وأصحاب الرأي من ذلك.
وتحت عنوان: "أيها الأحرار يجب أن تكونوا مجرمين حتى يشملكم العفو!" قال مشوح: "أي وطن هذا الذي يعتقل الأحرار ويفرج عن المجرمين والجناة !! أي وطن هذا الذي يعتقل النساء والشيوخ والعجائز لأنهم قالوا: نحبك أيها الوطن ! ويفرج عن مجرمين وجناة نشروا الرعب والخوف والفساد في ربوع الوطن !!
وأضاف: "المعذرة أيها المثقفون والكتاب وأصحاب الأقلام الحرة.. مازال الجلاد غاضبا عليكم ! مازال حاقدا عليكم! لقد أقلقتم مزاجه وحاله.. لقد أزعجتم نومه ومنامه.. لقد ضايقتم خطوه وسيره إلى أهدافه! فمازال الغضب عليكم يسري في دمه .. وليس سهلا أن يعفو عنكم!"
وختم المدوّن بالقول: "متى تعقلون؟ ومتى تفهمون أنكم تسيرون عكس رغبة وتيار المستبد وأعوانه!؟ تبا لشعب ينتظر كل عيد أن يعلن الجلاد عفوا عن ضحاياه.. ! وتبا لنا إن كنا ننتظر قرار الحرية موقعا بسوط الجلاد!"