نتنياهو يلوح بالرد على الصواريخ بقسوة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أن حكومته ستقوم بالرد "بقوة وسرعة" على قطاع غزة إذا ما انطلقت صواريخ منه على بلداتها، كما شن هجوماً عنيفاً على السلطة الوطنية الفلسطينية بسبب تسمية ساحة في رام الله باسم المقاتلة الراحلة دلال المغربي.
وأشار نتنياهو الأحد إلى أن الجيش الإسرائيلي سارع إلى الرد على الضربات من خلال غارات جوية استهدفت الأنفاق التي تربط غزة بمصر، ومنشآت يعتقد أنها تستخدم لتصنيع الصواريخ، في حين أعلنت مصادر فلسطينية مقتل ثلاثة أشخاص في دير البلح وسط القطاع بغارة جوية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت عددا من الشبان في دير البلح بصاروخ، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم وإصابة رابع بجروح وصفت بالحرجة، وقد جاء ذلك بعد مقتل فلسطينيين على يد جنود من الجيش الإسرائيلي شمالي غزة صباح الأحد.
وبالعودة إلى مواقف نتنياهو، الذي كان يتحدث خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، فقد شهدت كلمته هجوماً عنيفاً على السلطة الوطنية الفلسطينية بسبب تصريحات المسؤولين فيها.
وقال نتنياهو: "الخطر لا يأتي من الصواريخ والقنابل فقط، بل إن الكلمات قد تكون خطرة أيضاً.. وقد حدث تراجع كبير على هذا الصعيد للأسف لدى السلطة الفلسطينية وقادتها."
وحذر رئيس الحكومة الإسرائيلية من التهديد الذي يفرضه ذلك على عملية السلام التي قال إنها تقوم على "التربية والاحترام المتبادل وتعلم العيش بسلام مع الآخرين."
وكانت مصادر طبية فلسطينية قد أكدت مقتل فلسطينيين آخرين صباح الأحد، نتيجة قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة "بيت لاهيا"، شمالي قطاع غزة، وفق تقرير.
ومن جانبه نفى الجيش الإسرائيلي علمه بالحادث، وقال الناطق باسمه إن قواته لم تنفذ أي رماية في المنطقة المذكورة.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أطلقت النار على ثلاثة عمال في حادثة مماثلة شمال القطاع، وشهدت الفترة الأخيرة تصعيداً غير مسبوق منذ انتهاء العملية العسكرية في غزة منذ عام، حيث توغلت في مناطق حدودية شرقية وقصفت بعض المواقع في القطاع، وفق المركز الفلسطيني للإعلام الموالي لحركة "حماس."
وعلى الصعيد الدبلوماسي، رفض مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تلويح المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، بالمس بالضمانات المالية التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل، إذا لم تتحرك الأخيرة لدفع المفاوضات مع الفلسطينيين.
وقال مكتب رئيس الوزراء إنه "معروف للجميع أن السلطة الفلسطينية هي التي ترفض تجديد العملية السياسية، وأن إسرائيل قامت بخطوات جادة لتحريك محادثات السلام"، وفق الإذاعة الإسرائيلية
وكان ميتشل لوح عشية زيارته بتقليص ضمانات القروض التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل، إذا لم تقم بتحريك محادثات السلام مع الفلسطينيين للتوصل إلى حل قائم على أساس دولتين.
وكان ميتشل قد ألمح، في سياق حديث للإذاعة الأمريكية العامة PBS في نهاية الأسبوع، باستخدام الحوافز والعقوبات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، من أجل إخراج عجلة المفاوضات من جمودها، حسب التقرير.
وأكد ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي أن الحكومة قد اتخذت خطوات ذات مغزى لتحريك عملية السلام فيما يتمادى الجانب الفلسطيني في رفضه لاستئناف المفاوضات.
وبدوره حاول موظف كبير في البيت الأبيض التخفيف من حدة تصريحات ميتشل قائلاً إن القانون الأمريكي يسمح فعلاً بتأجيل تقديم الضمانات، إلا أن الإدارة الأمريكية لا تقترح القيام بذلك، ولا تريد إطلاق تهديدات، بل تسعى إلى إعادة تحريك عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد دعت الجمعة إسرائيل والفلسطينيين إلى استئناف مفاوضات السلام "من دون شروط مسبقة"، وعبرت عن تأييدها لتحقيق هدف الفلسطينيين في إقامة دولة بحدود 1967.
ورد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات السبت بالقول إن استئناف المفاوضات مع إسرائيل "يتطلب الوقف الشامل للاستيطان".
ومن جانبه أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، عن أمله في "ألا تكون محصلة الحراك السياسي العربي والدولي صفراً، وألا نعود إلى المربع الأول." (المزيد)