/الشرق الأوسط
 
السبت، 06 شباط/فبراير 2010، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)

حماس تحاول احتواء أزمة مقتل الجندي المصري

 

صورة نشرتها صحيفة الأهرام المصرية تبين الجندي المصري القتيل أثناء نقله من البرج

صورة نشرتها صحيفة الأهرام المصرية تبين الجندي المصري القتيل أثناء نقله من البرج

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تطورت الأوضاع على الحدود بين قطاع غزة ومصر، رغم دخول قافلة "شريان الحياة 3" إلى القطاع، وخصوصاً في أعقاب مقتل جندي مصري، ذكرت مصادر أنه قتل بأيدي قناص من حركة حماس، وبينما حاول قياديون في حماس احتواء أزمة مقتل الجندي، شككت مصادر مؤيدة لها بالرواية، وفي الأثناء حذرت مصر من أن "لصبرها حدود" بخصوص من أساءوا إليها.

ففي القاهرة، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، إن بلاده تحذر كل الذين إساءوا إليها بأن لصبرها حدود، وأن أية محاولة أخرى لاستفزاز الأمن المصري سوف يكون لها عواقبها.

وأضاف المتحدث فى بيان صحفي نشر في الصحف المصرية الصادرة الخميس: "رسالتنا لهؤلاء الذين كالوا كل هذه الإساءات لمصر على الجانب الآخر من الحدود مع فلسطين سيأتي قريباً اليوم الذي يدفعون فيه ثمن إساءاتهم من قبل شعبهم نفسه، وسوف يكون لنا معهم وقفة جادة حول أفعالهم تجاه هذا البلد الكريم وقواته المسلحة."

وتابع: "إن مصر تحذر كل هؤلاء بأن لصبرها حدود وأن أية محاولة أخرى لاستفزاز الأمن المصري سوف يكون لها عواقبها"

جاء ذلك في أعقاب المصادمات التي حدثت مع المشاركين في قافلة "شريان الحياة 3" في مدينة العريش بشبه جزيرة سيناء، وفقاً لما نقله موقع الرسالة المؤيد لحركة حماس.

محاولات حمساوية لاحتواء الأزمة

وفي غزة، قدم رئيس السلطة الفلسطينية المقالة والقيادي بحركة حماس، إسماعيل هنية تعازيه للقيادة المصرية بوفاة الجندي المصري خلال أحداث الأربعاء التي وقعت قرب بوابة صلاح الدين على الحدود المصرية.

وقال هنية في بيان إن "الدماء المصرية والفلسطينية غالية علينا جميعا وما حدث سحابة صيف في سماء البلدين"، وفقاً لموقع المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحركة حماس.

وتمنى هنية الشفاء العاجل للجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا خلال الأحداث، داعياً في الوقت ذاته إلى "ضرورة ضبط النفس والتحلي بكل المعاني الأخوية والإستراتيجية التي تربط مصر وفلسطين."

واعتبر هنية أن ما حدث سحابة صيف عابرة في سماء الشعبين الشقيقين الذين تربطهما العقيدة والعروبة.

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار، إن "الحركة حريصة على أن تبقى العلاقة مع مصر طيبة" وأن هناك اتصالات بين حماس ومصر لاحتواء أزمة أحداث رفح.

وأكد الزهار أن الحركة معنية تماماً بانتهاء الأزمة التي نشبت مع مصر على ضوء الأحداث المؤسفة التي وقعت على الحدود وأدت إلى مقتل جندي مصري وإصابة 35 فلسطينياً بجراح.

وكشف الزهار في تصريح لوكالة صفا عن وجود اتصالات بين قيادة حماس والقيادة المصرية لتوضيح الحقائق والمواقف، مشيراً إلى أن الوضع "ساخن" ويحتاج إلى شيء من الوقت للتغلب عليه، موضحاً أن هناك توتراً شديداً، إلا أنه استدرك قائلاً: "نحاول جاهدين أن نفكك الأزمة."

وكانت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة قد قالت في وقت سابق أنها ستجري تحقيقًا في أحداث رفح، مشيرة إلى أن التظاهرة التي نظمها الفلسطينيون جاءت تعبيراً سلمياً ورد فعل تلقائياً ضد "سياسة التعامل المصرية" مع قافلة "شريان الحياة 3."

وطالب المتحدث باسم داخلية غزة، إيهاب الغصين، خلال مؤتمر صحفي السلطات المصرية بفتح تحقيق مماثل لتجنب تكرار ما حدث على الحدود.

"لا تأكيد لمقتله"

ونقل موقع "المركز الفلسطيني للإعلام" المؤيد لحماس عن شهود عيان أن "إطلاق نار من بناية مصرية أدى إلى إصابة الجندي المصري وشاب فلسطيني."

ونقل الموقع في خبر بعنوان "لا يوجد تأكيد لمقتله" عن شهود عيان تأكيدهم "أن إطلاق نار من بناية مصرية يتحصن فيها جنود مصريون هو الذي أدى إلى إصابة أحد الجنود المصريين، إلى جانب شاب فلسطيني خلال الأحداث المؤسفة التي وقعت بعد ظهر الأربعاء، قرب 'بوابة صلاح الدين' على الحدود الفلسطينية المصرية."

وأضاف: "وقال الشهود لمراسل 'المركز الفلسطيني للإعلام' إن أحد الشبان الفلسطينيين اقترب - في ظل حالة الغضب التي لفَت بعض المشاركين في الاعتصام السلمي المندد بـ'الجدار الفولاذي' والاعتداء على قافلة 'شريان الحياة 3'- من الشريط الحدودي بالقرب من نقطة فيها ثكنة يوجد بها جندي مصري."

وتابع "وأضاف الشهود أنه لدى اقتراب الشاب من الحدود قام جنود مصريون في بناية مرتفعة تقع إلى الخلف؛ بإطلاق عدة أعيرة نارية تجاه المنطقة التي يوجد فيها الشاب؛ ما أدى إلى إصابته وإصابة الجندي المصري بجروح أيضاً.

ونقل الموقع عنهم قولهم إن "مشاهدتهم للجندي تتحدث عن وقوع إصابة وأنه لا يوجد تأكيد لمقتله" بحسب قوله.

وكان مسؤول في وزارة الصحة المصرية، لـCNN مقتل أحد أفراد قوات الأمن المصرية، عند الحدود الفاصلة بين مصر وقطاع غزة في سيناء، الأربعاء.

وأشار المصدر نفسه إلى أن القتيل جندي يبلغ من العمر 21 عاما، أصيب بعيارين  ناريين في الظهر، ومات على إثرهما متأثرا بجراحه، في حين قال التليفزيون المصري الرسمي، إن القاتل كان من الفلسطينيين في قطاع غزة.

من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مواطنين فلسطينيين في غزة شعورهم بالسخط والغضب لما وصفته "هجوم حماس غير المبرر على مصر"، مشيرة إلى أنها "قدمت ولازالت تقدم الكثير من أجل الأمة العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص."

ونقلت عن مواطنين فلسطينيين تأكيدهم "أن الشقيقة الكبرى قدمت عشرات الآلاف من الشهداء دفاعا عن قضية العرب الأولى، منوهين إلى ان حماس تحمي حدود إسرائيل وتهاجم حدود العرب والمسلمين."

advertisement

وتابعت الوكالة "وأكد هؤلاء أن حركة حماس تخلت عن المقاومة ومهاجمة الحدود الإسرائيلية وحولت وجهة نضالها باتجاه الأصدقاء والأشقاء من الدول العربية والإسلامية بتعليمات من محاور إقليمية في المنطقة، وتساءلوا: 'أليس مخجلا أن تهاجم حركة حماس الحدود المصرية وتعتدي على سيادة دولة محترمة كمصر بل وتقتل أبنائها الساهرين على حماية حدود مصر وفلسطين معا.'"

ونقلت عنهم قولهم إن لمصر كامل الحق في حفظ حدودها وحماية هيبتها وبسيط سيادتها على أراضيها، وقالوا: "إن انتهاك سيادة الدول العربية عمل إجرامي ويسيء لصورة الشعب الفلسطيني."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.