المفاوضات المباشرة لم تدم طويلاً بين عباس ونتنياهو
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد ساعات على تحميل "القيادة" الفلسطينية الجانب الإسرائيلي مسؤولية "تعطيل" مفاوضات السلام المباشرة بين الجانبين، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دعوة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، السبت، ناشده فيها عدم الانسحاب من المفاوضات، من أجل التوصل إلى ما وصفه "اتفاق سلام تاريخي" في غضون عام.
وجاء في بيان صدر عن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية أن "الطريق لانجاز اتفاق سلام تاريخي بين شعبين، هو بالجلوس حول طاولة المفاوضات بجدية واستمرار، وعدم تركها باعتبارها المكان لحل الخلافات"، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية انضمت قبل حوالي شهر إلى محادثات سلمية مباشرة، دون شروط مسبقة، بعد أن قامت حكومته بسلسلة "بوادر حسن نية من جانب واحد"، لتحريك المفاوضات.
واستذكر نتنياهو، في بيانه، أنه خلال السنوات الـ17 الأخيرة، التي جرت فيها محادثات مباشرة مع الفلسطينيين، واصلت إسرائيل أعمال البناء في "يهودا والسامرة"، وهو الاسم الذي يطلقه اليهود على الضفة الغربية، كما أعرب رئيس الوزراء عن أمله في "ألا يدير الفلسطينيون هذه المرة أيضاً ظهرهم للسلام، بغية التوصل إلى اتفاق إطار في غضون عام"، وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية.
جاء بيان الحكومة الإسرائيلية رداً على بيان سابق صدر في رام الله، أكدت فيه "القيادة" الفلسطينية أن استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، يتطلب "خطوات ملموسة" تثبت جديتها، وفي مقدمتها وقف الاستيطان بدون قيود أو استثناءات، بديلاً عن "الكلام المعسول" عن الرغبة في السلام، والتفاوض المباشر، الذي تكرر الحكومة الإسرائيلية ترديده، بهدف خداع وتضليل الرأي العام العالمي، بل والرأي العام في إسرائيل نفسها.
وأكد مسؤول بحركة فتح، التي يتزعمها عباس، لـCNN أن "القيادة" الفلسطينية درست التطورات الأخيرة، بناءً على تقرير مفصل عرضه الرئيس عباس، تناول فيه مجمل الوقائع، منذ الإعلان عن انطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن، وكذلك اللقاءات التي تلت ذلك في شرم الشيخ والقدس الغربية.
وأكدت القيادة الفلسطينية، بحسب بيان صدر عقب اجتماعها السبت، أن وقف الاستيطان يمثل الدليل الملموس على جدية المفاوضات والعملية السياسية برمتها، وهذا ما أجمع عليه العالم بأسره بما في ذلك الإدارة الأمريكية، حيث كانت المطالبة واضحة وشاملة لحكومة إسرائيل بـ"التجميد التام للنشاطات الاستيطانية."
وذكر البيان أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على الجمع بين التوسع الاستيطاني وبين المفاوضات، إنما يدلل بوضوح على عدم جديتها في التعامل مع مساعي السلام، وإنها تسعى لاستخدام المفاوضات كغطاء لمواصلة ذات النهج الاستيطاني، وتغيير عالم الأرض الفلسطينية، وتقرير مصيرها بقوة الاحتلال والعدوان.
وتابع البيان الذي ألقاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أنه "على ضوء ذلك، فإن القيادة (الفلسطينية) تحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تعطيل المفاوضات والعملية السياسية، وعن إحباط الجهود السياسية للإدارة الأمريكية، واللجنة الرباعية، والمجتمع الدولي بأسره."
كما شددت السلطة الفلسطينية على ضرورة مواصلة الجهود السياسية، وأكدت استعدادها للمشاركة الفعالة في هذه الجهود، لضمان انطلاق "مفاوضات مباشرة، تخلو من أساليب الخداع، ومن سياسة فرض الأمر الواقع الإسرائيلية، وخاصة تقرير مصير الأرض المحتلة عبر التوسع الاستيطاني."
وفيما عبرت القيادة الفلسطينية عن تقديرها لموقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بشأن أسس السلام، وضرورة تطبيق حل يقود إلى قيام دولة فلسطين المستقلة، فقد أعربت أيضاً عن تقديرها لمواقف أطراف اللجنة الرباعية الدولية، وجهود لجنة المتابعة العربية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وكان المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، قد تجنب في وقت سابق الجمعة، الإعلان صراحةً عن توقف المفاوضات المباشرة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلا أنه أكد التزام الإدارة الأمريكية بدعم "المشاورات غير المباشرة" بين الجانبين.