دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أكدت مصادر في السلطة الوطنية الفلسطينية لـCNN بالعربية أن رئيس السلطة، محمود عباس، ينتظر خلال الساعات المقبلة زيارة مندوب أمريكي مهمته تقديم توضيح لما تناقلته الصحف الإسرائيلية والعالمية حول عرض من واشنطن لتل أبيب بتجميد الاستيطان لمدة 90 يوماً، مقابل الحصول على مقاتلات متطورة، وضمانات سياسية ودبلوماسية أخرى، يطال بعضها الموقف من إيران.
وقالت المصادر، إن المندوب سيقابل عباس الثلاثاء، أو الأربعاء على أبعد تقدير.
واوضحت المصادر أنه تقرر أن تمتنع السلطة الوطنية الفلسطينية حتى قدوم المبعوث الأمريكي عن إعلان موقفها، وذلك بهدف التأكد من كافة مضامينه قبل إطلاق أية ردود فعل رسمية.
وكانت الصحافة الإسرائيلية والدولية قد أوردت الكثير من التفاصيل حول العرض المقترح، وفي هذا السياق، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، "إن رزمة الحوافز الأمريكية مكونة من ست نقاط، وهي تهدف لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين."
وأوضحت الصحيفة أن الحوافز الستة تشمل أولا تسليم إسرائيل 20 طائرة من طراز F35، التي تعتبر الأكثر تطورا في العالم، ومواصلة الدعم الأمريكي لسياسة إسرائيل غير الواضحة في المجال النووي، وثالثا ممارسة الولايات المتحدة حق النقض ضد أي مبادرة ضد إسرائيل في الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية.
وذلك إلى جانب تعهد أمريكا بتشديد العقوبات ضد إيران، وتأكيد عدم توجيه أي طلب إضافي لتجميد أعمال البناء في المستوطنات، وتوقيع اتفاقية أمنية شاملة بين إسرائيل والولايات المتحدة في حالة توقيع اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جانبها، وصفت صحيفة هاريتس أن العرض الأمريكي من النوع الذي "لا يمكن رفضه،" مضيفة أن ضخامته ستسهل على نتنياهو تقبل الضغوط الداخلية التي قد تعترضه، إن وافق على العرض.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله: "لقد قدمت الولايات المتحدة عرضاً سخياً، ومن الخطأ رفضه.. لقد حقق رئيس الوزراء مكاسب كبيرة، وإذا امتنعنا عن تنفيذ الصفقة فقد نعاني على صعيد الدفاع."
أما صحيفة "جيروزلم بوست"، فنقلت عن نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، دان ميريدور، قوله إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لن يصوّت على عرض تجميد الاستيطان لمدة 90 يوماً قبل أن توافق الإدارة الأمريكية على إرسال العرض بصيغة مكتوبة.
بدورها، أوردت الإذاعة الإسرائيلية تصريحات لسكرتير الحكومة، تصفي هاوزر، قال فيها إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "لن يجتمع الثلاثاء لبحث الاقتراح الأمريكي، لأن إسرائيل لم تتلق هذا الاقتراح خطيا بعد."
وأكد هاوزر أن رزمة الحوافز المطروحة "تنطوي على انجازات مهمة لإسرائيل، وأبرزها موافقة أمريكية على عدم إقامة دولة فلسطينية إلا في إطار مفاوضات، وليس عن طريق الأمم المتحدة."
ويبدو أن معارضة الطرح الأمريكي ستأتي من داخل معسكر نتنياهو، وتحديداً من حزب الليكود الذي يقوده، حيث دعا الوزير الليكودي يولي ادلشتاين إلى عدم مناقشة موضوع التمديد للتجميد الاستيطاني في المجلس الوزاري المصغر، وإنما في مجلس الوزراء.
وقال ادلشتاين إن إسرائيل إذا وافقت على تمديد التجميد "فسيقال عنها أنها لا تملك أي خط احمر، وأنها ستكون عرضة لضغوط في قضيتي القدس واللاجئين."