بغداد، العراق (CNN)-- لقي ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم شقيقان وامرأة مسنة، مصرعهم، في أحدث هجومين ضمن سلسلة الهجمات التي تستهدف المسيحيين في العراق، وفق ما أكدت مصادر الشرطة العراقية الاثنين.
وقالت مصادر شرطة الموصل، كبرى مدن محافظة "نينوى"، إن مجموعة من المسلحين اقتحموا ورشة لتصليح السيارات في إحدى المناطق الصناعية بالمدينة، وأطلقوا النار على شقيقين مسيحيين، يمتلكان الورشة، فأردوهما قتيلين على الفور.
كما عثرت الشرطة العراقية، في وقت لاحق من مساء الاثنين، على جثة امرأة مسيحية مسنة، لقيت حتفها شنقاً في منزلها بوسط المدينة، التي تبعد حوالي 370 كيلومتراً شمال العاصمة العراقية بغداد، دون أن تتضح على الفور ملابسات الهجوم.
يأتي هذان الهجومان ضمن سلسلة من سلسلة من الهجمات ضد المسيحيين العراقيين، والتي بدأت بالعاصمة بغداد أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل أن تنتشر في شمال العراق، خاصةً في مدينة الموصل، التي تتميز بتنوع سكانها من مختلف الطوائف العراقية.
وشهد الأسبوع الماضي، انفجار عبوة ناسفة زُرعت في سيارة مملوكة لرجل مسيحي، مما أدى إلى مصرعه وابنته البالغة من العمر ست سنوات، وفق ما أكدت مصادر الشرطة المحلية لـCNN، وتزامن الانفجار، الذي وقع في الجزء الشرقي من المدينة، مع أول أيام عيد الأضحى.
وجاء ذلك الهجوم بعد يوم من مقتل مسيحيين آخرين، في هجوم مزدوج، عندما قام مسلحون بمهاجمة منزلين لأسرتين مسيحيتين في ضاحية "التحرير"، في الجزء الشرقي من المدينة، وأطلقا النار على الرجلين فأردوهما قتيلين قبل أن يلوذوا بالفرار.
وفي وسط الموصل، وقع هجوم آخر في نفس التوقيت تقريباً، الاثنين 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، نجم عن انفجار عبوة ناسفة خارج أحد المنازل التي يسكنها المسيحيون، إلا أن الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا، إلا أنه تسبب في تدمير واجهة المنزل.
وكان مسلحون، يُعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، قد شنوا هجوماً على كنيسة "سيدة النجاة"، بالعاصمة العراقية أواخر الشهر الماضي، وقاموا باحتجاز عشرات الرهائن، وأثناء محاولة القوات العراقية إطلاق سراح الرهائن، دارت اشتباكات أسفرت عن سقوط حوالي 70 قتيلاً وأكثر من 75 جريحاً.
وفي أعقاب تلك الهجمات، أعرب عدد كبير من المسيحيين، الذين تحدثت معهم CNN، عن خشيتهم على حياتهم، وأعربوا عن رغبتهم في مغادرة العراق، إلا أنهم قالوا إنهم لا يمتلكون الوسائل التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق هذه الرغبة.
في المقابل، دعا العديد من أساقفة الكنائس والمسؤولين في الحكومة العراقية، ومن بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي، مسيحيي العراق، الذين يُعدون من أقدم الحضارات المسيحية في العالم، إلى عدم مغادرة العراق.
وتراجعت أعداد مسيحيي العراق، الذين قدر عددهم بما يقرب من 1.4 مليون نسمة عام 2003، إلى نحو 500 ألف فقط، إثر فرار الكثيرين منهم بعد الغزو الأمريكي للعراق مطلع نفس العام.