بغداد، العراق (CNN)-- أكد مسؤول بوزارة الداخلية العراقية لـCNN السبت، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال 12 شخصاً، يُشتبه في أن لهم صلة بالهجوم على كنيسة "سيدة النجاة"، بالعاصمة بغداد، أواخر الشهر الماضي، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأكد المسؤول العراقي أن الاعتقالات جرت خلال الفترة الماضية، ضمن الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية لتعقب المتورطين في الهجوم على الكنيسة، في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.
وكانت قناة "العراقية" الحكومية قد أوردت في وقت سابق السبت، أن السلطات الأمنية العراقية اعتقلت 12 شخصاً على صلة بالأحداث التي وقت في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، والتي أسفرت عن مقتل نحو 70 شخصاً، وجرح 75 آخرين.
وتبنت جماعة "دولة العراق الإسلامية"، وهي مظلة تضم تحت لوائها عدة جماعات سُنية، ترتبط بتنظيم "القاعدة"، مسؤوليتها عن الهجوم على كنيسة سيدة النجاة، كما توعدت بشن مزيد من الهجمات ضد المسيحيين، سواء في داخل العراق أو خارجه.
وتوعدت الجماعة بشن هجمات على كنائس في العراق ودول المشرق ومصر، وذلك استجابة لما قالت إنه "نداء الله والمستضعفات من المسلمات المأسورات" في كنائس مصر.
وأقدم مسلحون في كنيسة سيدة النجاة في العاصمة العراقية بغداد، على احتجاز رهائن داخل الكنيسة، ما أسفر عن مقتل نحو 50 شخصاً وإصابة 75 آخرين بجروح بعد تدخل قوات عراقية من أجل الإفراج عن الرهائن داخل الكنيسة.
وكان الخاطفون قد طالبوا بمبادلة الرهائن بمعتقلين في السجون العراقية، وهو أمر رفضته أجهزة الأمن التي قامت بتوجيه إنذار للمسلحين، دعتهم فيه إلى تسليم أنفسهم أو الاستعداد لمواجهة عملية اقتحام، وهو ما جرى بالفعل، ونجم عنه مقتل نحو 70شخصاً، عدا الجرحى.
وفي أعقاب تلك الهجمات، أعرب عدد كبير من المسيحيين، الذين تحدثت معهم CNN، عن خشيتهم على حياتهم، وأعربوا عن رغبتهم في مغادرة العراق، إلا أنهم قالوا إنهم لا يمتلكون الوسائل التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق هذه الرغبة.
في المقابل، دعا العديد من أساقفة الكنائس والمسؤولين في الحكومة العراقية، ومن بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي، مسيحيي العراق، الذين يُعدون من أقدم الحضارات المسيحية في العالم، إلى عدم مغادرة العراق.
وتراجعت أعداد مسيحيي العراق، الذين قدر عددهم بما يقرب من 1.4 مليون نسمة عام 2003، إلى نحو 500 ألف فقط، إثر فرار الكثيرين منهم بعد الغزو الأمريكي للعراق مطلع نفس العام.