نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، من الفلسطينيين والإسرائيليين العمل على إقرار "التسويات الصعبة" الضرورية للتوصل إلى اتفاق حول المسائل الجوهرية التي تعرقل اتفاقيات السلام بينهما، وعلى رأسها قضايا الحدود واللاجئين والاستيطان والقدس، وقالت إن استمرار الاستيطان يهدد مستقبل إسرائيل كدولة يهودية.
وقالت كلينتون، التي كانت تتحدث خلال ندوة نظمها مركز "سابان" الحواري: "لا أذيع سراً عندما أقول أن الطريق أمامنا ما تزال طويلة، ولم نر من الطرفين ما يحتاجه السلام من قرارات صعبة."
وتابعت كلينتون، الذي جاءت كلمتها بعد إعلان البيت الأبيض رسمياً عن وصول مساعيه لوقف الاستيطان كشرط مسبق لمفاوضات السلام إلى طريق مسدود: "ليس من الضروري الإطلاع على وثائق سرية (في إشارة إلى تسريبات ويكيليكس) لمعرفة أننا نلتقي اليوم في ظل ظروف صعبة، نسعى خلالها لاستئناف عملية السلام."
وحذرت كلينتون إسرائيل من مغبة التأخر في إقرار اتفاق السلام الذي يسمح بقيام دولة فلسطينية، وقالت إن التبدلات الديموغرافية الناجمة عن استمرار الاستيطان يهدد "مستقبل إسرائيل كدولة يهودية،" ورأت أن تحقيق السلام في المنطقة "حيوي لضمان مستقبل إسرائيل."
ووصفت كلينتون المصاعب التي يعيشها الفلسطينيون جراء الاحتلال الإسرائيلي بأنها "غير مقبولة ولا يمكن أن تستمر،" وأكدت أن البيت الأبيض سيعمل لوضع ما أسمته بـ"اتفاق إطار" حول القضايا الجوهرية، يمهد لإعادة إطلاق المفاوضات وعملية السلام.
وأوضحت: "في مسألة الحدود، يجب الاتفاق على رسم خط واضح على الخريطة يفصل بين إسرائيل وفلسطين، ما يضمن أمن إسرائيل من جهة، وإنهاء الاحتلال من جهة أخرى، أما قضية اللاجئين فهي صعبة وفيها الكثير من الطابع المثير للعواطف، ولكن يجب معالجتها بطريقة عادلة ودائمة."
وشددت كلينتون على أن إعلان واشنطن عزمها عدم مواصلة الضغوط على إسرائيل لوقف الاستيطان لا يعني موافقتها على شرعية عمليات البناء، كما لفتت إلى ضرورة حل مسألة القدس بما تحمله من أهمية كبرى لأتباع الديانات الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية حول العالم.
يشار إلى أن كلمة كلينتون سبقها اجتماعات عقدتها الوزيرة الأمريكية مع رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، ووزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، دعت خلالها تل أبيب إلى استغلال الفرصة المتاحة أمامها بموجب مبادرة السلام العربية لإنهاء النزاع في المنطقة.