القدس (CNN) -- قالت السلطة الفلسطينية إن المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام، جورج ميتشل، قام خلال زيارته إلى رئيسها، محمود عباس الثلاثاء، بعرض "أفكار" تتعلق بتوفير انطلاقة جديدة لعملية السلام، بينما قام الجانب الفلسطيني بعرض مواقفه "المستمدة من الشرعية الدولية."
وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميتشل عقب اللقاء، إن الإدارة الأميركية "عرضت أفكارا في واشنطن ورام الله، ونحن عرضنا مواقفنا."
وأضاف عريقات: "شددنا خلال اللقاء على مواقفنا المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وأن القدس الشرقية محتلة تماما كباقي الأراضي الفلسطينية وينطبق عليها قرار مجلس الأمن بعدم جواز احتلال الأراضي بالقوة."
وحمّل عريقات الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن إخراج عملية السلام عن مسارها، لأنها عندما خيرت بين السلام والاستيطان اختارت الاستيطان، وأضاف: "الحديث عن أي مفاوضات بأي شكل يتطلب وقف النشاطات الاستيطانية، والمجتمع الدولي يجب أن يركز حديثه الآن على ضرورة إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف كل ما من شأنه فرض الحقائق على الأرض، وتخريب مبدأ حل الدولتين."
بدوره، قال ميتشل إن البحث تناول "مراجعة الظروف التي مرت بها العملية السلمية، والخطوات المستقبلية،" وأكد التزام البيت الأبيض بالرؤيا الأميركية تجاه عملية السلام، وهي "البدء بإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وانجاز اتفاق سلام يضمن الأمن والكرامة والرفاهية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويمتد ليشمل أيضا سوريا ولبنان."
وأوضح ميتشل أنه سيعود إلى المنطقة في القريب العاجل من اجل استكمال المناقشات مع الأطراف خلال الأيام القليلة المقبلة، من اجل التوصل إلى الأهداف المشتركة، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أبدى الاثنين، استعداده لمناقشة كافة القضايا الجوهرية الضرورية لاستئناف مباحثات السلام مع الجانب الفلسطيني، وذلك قبيل اجتماعه بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، في أول جولة له بالمنطقة منذ قرار واشنطن التخلي عن جهود وقف الاستيطان كشرط مسبق لاستئناف المباحثات بين الجانبين، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
ولفت نتنياهو إلى أن أمام تل أبيب وواشنطن عمل شاق لتحقيق الهدف المشترك وهو التوصل لإطار سلام يضمن أمن المنطقة، داعياً الجانب الفلسطيني للتعاون في هذا الاتجاه، وفق الإذاعة الإسرائيلية.
وأكد ميتشل تصميم الإدارة الامريكية على مواصلة جهودها للوصول إلى إتفاق إطار ينطوي على حلول وسط في مختلف القضايا الجوهرية تمهيدا للتوصل لاتفاق دائم.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن إدارة أوباما تريد من إسرائيل أن تحدد في الأسابيع المقبلة موقفها في ما يتعلق بالقضايا الرئيسة، مع التركيز على قضية الحدود.
وبدأ ميتشل، الاثنين، جولة جديدة بالمنطقة لمحاولة جسر الخلافات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في أول زيارة منذ قرار الإدارة الأمريكية التخلي عن جهود إقناع إسرائيل بإعادة وقف البناء في المستوطنات كشرط مسبق لاستئناف المباحثات المباشرة مع الفلسطينيين.
من ناحية أخرى، من المقرر أن يجري ميتشل محادثات مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في رام الله، الثلاثاء.
والاثنين، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي ترحيبه بقرار واشنطن التخلي عن جهود إعادة وقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، في مؤتمر اقتصادي بتل أبيب، إن واشنطن أدركت أهمية الانتقال إلى المفاوضات حول القضايا الجوهرية.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت، الأربعاء الماضي، التخلي عن جهود إقناع إسرائيل تجديد تجميد بناء المستوطنات كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، فيما اعتبر ضربة قوية لجهود تحريك عملية السلام بين الجانبين.
ويذكر أن المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين توقفت عندما انتهى أجل تجميد الاستيطان لعشرة شهور في 26 سبتمبر/أيلول الماضي.
وتسعى الولايات المتحدة الآن العودة إلى المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.