القاهرة، مصر (CNN) -- أبدى الحزب الوطني الحاكم في مصر الخميس أسفه لقرار المكتب التنفيذي لحزب الوفد المعارض بالانسحاب من جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب التي تجرى الأحد القادم، وقال إن بيان "الوفد" الذي تحدث عن تزوير يحمل مبررات "مرسلة وباطلة بهدف تبرير النتائج الصادمة التي عبرت عنها الصناديق."
واعتبر الحزب الوطني أن اتهامات الوفد الموجهة ضده "باطلة ومرفوضة وتخرج عن سياق قيم الديمقراطية والرؤية الصحيحة والسليمة لواقع نتائج الانتخابات،" بينما قال أمينه العام، صفوت الشريف إن قرار الانسحاب لبعض قوى المعارضة من الانتخابات "لن يؤثر على الحزب الوطني أو البرلمان."
ويلعب الحزب الوطني الحاكم وحده على الساحة السياسية المصرية، بعد انسحاب أكبر قوتين للمعارضة من الجولة الثانية للانتخابات التشريعية لمجلس الشعب، وهما جماعة "الأخوان المسلمين" وحزب "الوفد"، احتجاجا على ما وصفوه بتزوير الانتخابات، ما أدى إلى المطالبة بضرورة خوض الحزب محادثات مع المعارضة، وترك مقاعد لهم في جولة الإعادة ووقف الانتخابات في الدوائر التي يثبت بها عمليات التزوير.
رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعده قال: "إن انسحاب حزب الوفد وجماعة الأخوان المسلمين من الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب، يعد خطوة هامة بعد الخروقات العميقة التي حدثت في الانتخابات من عمليات تزوير واسعة النطاق و سقوط كافة رموز المعارضة، فضلا عن عدم استجابة اللجنة العليا للانتخابات للشكاوى المرفوعة لها في الدوائر التي حدثت بها عمليات التزوير."
ووصف أبو سعده في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، حصول الحزب الحاكم على 95 في المائة من مقاعد البرلمان بـ"العودة بمصر إلى نظام الاشتراكية والتنظيم الأوحد"، مشيرا إلى أن على الحزب الوطني إذا ما أراد الشرعية لمجلسه أن يخوض محادثات مع المعارضة "للوصول لأرضية مشتركة تضمن لهم المنافسة على جولة الإعادة، ووقف الانتخابات في جميع الدوائر التي يثبت بها عمليات تزوير، و ترك بعض المقاعد للمعارضة المصرية في جولة الإعادة، لإثنائها عن قرارها."
ونوه بأن استمرار حزب التجمع في الانتخابات لن يعطى مشروعية للمجلس الحالي، لاسيما وأنه يواجه صعوبات كبيرة بعد انسحاب عدد كبير من أعضائه.
وقال سكرتير عام حزب الوفد الدكتور، منير فخرى عبد النور: "إن الحزب رهن مشاركته في الانتخابات التشريعية بنزاهة العملية الانتخابية، لذا فإن انسحابه من جولة الإعادة بالانتخابات كان طبيعيا احتجاجا لما يحدث من عمليات تزوير"،مشيرا إلى أنه حتى وإن حاول الحزب الوطني إعطاء بعض المقاعد للمعارضة في جولة الإعادة، لن يغير من الأمر شيئا بعد استحواذه على 95 في المائة من مقاعد البرلمان.
وشدد عضو الجمعية الوطنية للتغيير، ومنسق حركة كفاية السابق جورج إسحاق، على أن انسحاب الأخوان والوفد من الجولة الثانية للانتخابات على أنه دليل على صحة موقف الجمعية منذ البداية بضرورة مقاطعة الانتخابات، مطالبا جميع الأحزاب الأخرى بالانسحاب من الانتخابات وتقديم اعتذار للشعب المصري عن إعطائهم الشرعية لتلك الانتخابات التشريعية المزورة.
وتوقع القيادي بحزب التجمع، الدكتور أبو العز الحريري، ألا يقدم حزب التجمع على الانسحاب من الانتخابات، بسبب حصوله على بعض المقاعد ودخول آخرين الجولة الثانية من الإعادة، لافتا أن انسحاب الوفد والإخوان سيمكن التجمع من الحصول على النسبة الأكبر للمعارضة في البرلمان، إلا أن ذلك لن يكون له مردود سياسي لدى الناس.
يذكر أن لحزب الوفد 7 أعضاء ضمن جولة الإعادة بالانتخابات بينما يبلغ أعضاء جماعة الأخوان المسلمين 27.