واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- ذكر مجلس الشيوخ الأمريكي أن تحقيقاً أجراه عدد من أعضاء الكونغرس مؤخراً، أظهر أن قرار السلطات البريطانية والاسكتلندية بإطلاق سراح الليبي عبد الباسط المقرحي، المتهم بتفجير طائرة "بان أمريكان"، استند إلى "تشخيص طبي زائف وغير دقيق."
وجاء في التقرير، الذي يحمل عنوان "إخفاق العدالة: الإفراج عن منفذ تفجير لوكيربي"، أن تحقيقاً قاده السيناتور الديمقراطي عن نيوجيرسي، روبرت منينديز، مع ثلاثة أعضاء آخرين بمجلس الشيوخ، أظهر أن إطلاق سراح المقرحي لم يستند لحقيقة وضعه الصحي، بقدر ما استند لدوافع سياسية وتجارية.
وأفرجت السلطات الاسكتلندية سراح عبد الباسط المقرحي في أغسطس/ آب من العام الماضي لأسباب إنسانية، استناداً إلى تقارير طبية ذكرت أنه مصاب بمرحلة متقدمة من مرض "السرطان"، وقال الأطباء، بحسب تلك التقارير، إنه لن يعيش أكثر من ثلاثة شهور.
يتزامن الكشف عن نتائج التحقيق مع الذكرى 22 لتفجير طائرة الرحلة 103 فوق بلدة "لوكيربي" في اسكتلندا، في ديسمبر/ كانون الأول عام 1988، والذي أسفر عن مقتل 259 شخصاً كانوا على متن الطائرة من طراز "بوينغ"، بالإضافة إلى 11 آخرين على الأرض.
وجاء تقرير الكونغرس كمحصلة خمس شهور من التحقيقات أجراها مكتب سيناتور نيوجيرسي، وشارك فيها ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ، هم فرانك لوتنبيرغ، سيناتور ديمقراطي عن نيوجيرسي أيضاً، وكريستين غيليبراند، وتشارلز شومر، وهما ديمقراطيان عن نيويورك.
واعتمدت التحقيقات على نتائج مقابلات مع مسؤولين من الحكومتين البريطانية والاسكتلندية، بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين، وعدد من "الخبراء المستقلين" بوزارة العدل الأمريكية، كما التقوا كذلك عدداً من الأطباء المتخصصين في علاج "سرطان البروستاتا"، في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
كما أشار التقرير، الذي تم الكشف عنه الثلاثاء، إلى أن تحقيقات أعضاء مجلس الشيوخ استندت أيضاً إلى نتائج لقاءات مع عدد من "الخبراء الأكاديميين متخصصين في الشأن الليبي، وفي مجال سياسات الطاقة، ومسؤولين تجاريين ممن يتعاملون مع الحكومة الليبية."
وخلص التقرير، الذي حصلت عليه CNN، إلى القول إن "التشخيص الذي اعتمده أطباء اسكتلنديين بأن المقرحي لن يعيش أكثر من ثلاثة شهور، لم يكن دقيقاً، ولا يستند إلى مبادئ العلوم الطبية."
وأشار منينديز إلى أنه قرر المضي قدماً في إجراء التحقيق، بعدما رفض مسؤولون بريطانيون واسكتلنديون المثول أمام الجلسة التي كان من المقرر أن تعقدها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ برئاسته، في يوليو/ تموز الماضي، للاستماع إلى شهاداتهم بشأن إطلاق سراح المقرحي.
وفي جلسة أخرى عقدتها نفس اللجنة، في سبتمبر/ أيلول الماضي، حول نفس الشأن، قال منينديز: "بدلاً من يعيش (المقرحي) ثلاثة شهور، فقد عاش 13 شهراً، وما زال يواصل حياته."
وكان أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي قد وجهوا رسالة إلى الحكومة الاسكتلندية، في وقت سابق من العام الجاري، طالبوا فيها بالكشف عن تقارير المقرحي الطبية، بينما نفت اسكتلندا أن يكون للأطباء الذين عينتهم الحكومة الليبية لتقييم الحالة الصحية لمواطنها، دور في قرار إطلاق سراحه.
ولقي المقرحي استقبالاً شعبياً ورسمياً حال عودته إلى ليبيا، بعدما قضى نحو ثمان سنوات ونصف من فترة عقوبته بالسجن مدى الحياة، بعد إدانته بتفجير طائرة "بان أمريكان"، التي كانت في رحلة من فرانكفورت بألمانيا إلى نيويورك، فوق بلدة "لوكيربي" عام 1988.