المقرحي لقي استقبالاً شعبياً ورسمياً بعد عودته إلى ليبيا
لندن، بريطانيا (CNN)-- حثت الحكومة البريطانية نظيرتها الليبية الجمعة، إلى إلغاء احتفالات الذكرى السنوية الأولى لإطلاق سراح المدان الوحيد في قضية "لوكيربي"، الليبي عبد الباسط المقرحي، وقالت إن تلك الاحتفالات قد تشكل "إهانة وإساءة عميقة" لمشاعر أسر الضحايا.
وجاء البيان الذي أصدره مكتب الشؤون الخارجية التابع للحكومة البريطانية، الجمعة، بعد مرور عام كامل على إطلاق السلطات الاسكتلندية سراح المقرحي، في 20 أغسطس/ آب من العام الماضي، استناداً إلى تقييم طبي قدر بأن المقرحي، المصاب بسرطان البروستاتا، أمامه ثلاثة أشهر فقط للبقاء على قيد الحياة.
ولقي المقرحي استقبالاً شعبياً ورسمياً حال عودته إلى ليبيا، بعدما قضى نحو ثمان سنوات ونصف من فترة عقوبته بالسجن مدى الحياة، بعد إدانته بتفجير طائرة "بان أمريكان"، التي كانت في رحلة من فرانكفورت بألمانيا إلى نيويورك، فوق بلدة "لوكيربي" باسكتلندا، عام 1988، مما أسفر عن مقتل 270 شخصاً، معظمهم من الأمريكيين.
ويضغط مشرعون ومسؤولون في الولايات المتحدة الأمريكية، التي فقدت 189 من رعاياها في التفجير، على الحكومة الاسكتلندية، للكشف عن التفاصيل التي استند إليها قرارها للإفراج عن المقرحي، الذي مازال على قيد الحياة، بعد مرور عام على إطلاق سراحه وعودته إلى ليبيا.
وفيما طالب أعضاء الكونغرس، روبرت منينديز، وفرانك لوتنبيرغ، وشارلز شومر، وكريتسين غيلبراند، في رسالة للحكومة الاسكتلندية، بالكشف عن تقارير المقرحي الطبية، فقد نفت الأخيرة أن يكون للأطباء الذين عينتهم الحكومة الليبية لتقييم الحالة الصحية لمواطنها، دور في قرار إطلاق سراحه.
وفي وقت سابق، رجح خبير السرطان البريطاني، الذي قدر في وقت سابق أن أمام عبد الباسط المقرحي، ثلاثة أشهر على قيد الحياة، وهو القرار الذي استندت عليه الحكومة الاسكتلندية للإفراج عن المتهم، بأن المواطن الليبي المصاب بسرطان البروستاتا، أمامه فرصة للبقاء على قيد الحياة لعقد أو ربما عقدين آخرين.
وقال كارول سيكورا، المدير الطبي لمنظمة "شريك السرطان بالمملكة المتحدة" Cancer Partner UK، في تقرير نشرته صحيفة "صندي تايمز" البريطانية، إنه: "لأمر محرج أن يبقي (المقرحي) لهذه الفترة الطويلة."
وكانت الحكومة الليبية قد استعانت بسيكورا في يوليو/ تموز 2009، لتقدير العمر المتبقي للمقرحي، الذي يعاني من مراحل متقدمة من سرطان البروستاتا، حيث قال الطبيب البريطاني، آنذاك، إن المدان الليبي ليس أمامه أكثر من ثلاثة أشهر على قيد الحياة.
وكان المئات من الليبيين قد استقبلوا المقرحي في مطار "معيتيقة" الدولي بالعاصمة طرابلس، في العشرين من أغسطس/ آب 2009، بعد عودته من اسكتلندا برفقة سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي.