الخرطوم، السودان (CNN) -- قرر الوفد الحكومي السوداني المشارك في مفاوضات تجري بالعاصمة القطرية الدوحة، مع فصائل مسلحة في إقليم دارفور، مغادرة قطر والعودة إلى الخرطوم الجمعة، وإن كان قد نفى أن تكون خطوته إشارة إلى إنهاء المفاوضات، إذ أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تسوية خلال اليومين المقبلين.
وأكد الوفد الحكومي أنه سيواصل اتصالاته مع الوساطة المشتركة من السودان، كما أن الوسطاء سيستمرون في حوارات مع حركة التحرير والعدالة برئاسة التيجاني سيسي وحركة العدل والمساواة بزعامة خليل إبراهيم.
وقال بيان للوفد الحكومي، نشرته وكالات أنباء ومراكز إخبارية رسمية في السودان، أن التشديد على ضرورة التوصل إلى تسوية نهائية "هو في المقام الأول لتحقيق مطلب السلام الذي ألزمنا أنفسنا به.. وكما أوضحنا سابقاً في مناسبات متعددة فإن الحاجة إلى السلام تتأكد اليوم بأشد مما تتأكد في الماضي بالنظر إلى البلاد بأسرها ستكون مشغولة بواحد من أهم التطورات منذ الاستقلال وهو استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان."
ولفت البيان إلى أنه خلال العامين الماضيين ظلت بعض الحركات في دارفور "ترفض فكرة التفاوض بتاتاً، مثل حركة عبد الواحد النور، بينما لجأت حركات أخرى للمراوغة مثل حركة العدل والمساواة التي قبلت في البداية بالتفاوض عندما اقتصرت عليها وحدها، ثم سحبت اعترافها بمفاوضات الدوحة وخرجت منها عندما انضمت إليها حركات أخرى من دارفور."
وانتقد الوفد الحكومي السوداني تصرفات التنظيمات الدارفورية، قائلاً إن المفاوضات التي تواصلت لسبعة أعوام لم تصل إلى نتيجة بسبب غياب الوحدة والإرادة السياسية لدى الحركات المسلحة، واقتصار التفاوض على الحركات المسلحة في غيبة القوى الحية المعبرة، و التشجيع والدعم الذي وجدته الحركات المسلحة من بعض القوى السياسية داخل السودان وخارجة."
وأكد الوفد على تجديد الالتزام بمواصلة التفاوض، "بصورة خاصة، مع الأطراف الحقيقية ذات الثقل في دارفور، وذلك اتساقاً مع إستراتيجية دارفور التي تجعل التفاوض محوراً أساسيا من محاورها الخمسة."
وكانت الأوضاع في دارفور قد شهدت الكثير من التوتر خلال الأسبوعين الماضين، ما اضطر البيت الأبيض إلى إصدار بيان اتهم فيه الجيش السوداني بمهاجمة وإحراق قرية جنوبي الإقليم، بينما اتهمت الخرطوم مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان، بالتعاون مع قوات الجنوب والتحضير لعمل عسكري جديد.
وكان مناوي يقود أبرز وأقوى الحركات المتمردة في دارفور، وقد وافق على الدخول ضمن إطار اتفاق أبوجا لعام 2006، وأدى ذلك إلى انشقاق كبير في حركته.
وقضى الاتفاق بأن يتولى مناوي منصب "كبير مساعدي رئيس الجمهورية" السودانية، غير أن التأخر في تنفيذ اتفاق أبوجا سبب حالة من البلبلة في صفوف الحركة، وقد غادر الخرطوم لفترة مؤخراً، حيث أعادت تقارير صحفية ذلك إلى خلافه مع الحكومة.