مشعل كان يتحدث في خطاب متلفز
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف مصدر على اطلاع بالتحقيق الدائر في إمارة دبي، حول اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية، حماس، محمود المبحوح، في أحد فنادق الإمارة على يد مجموعة يحمل أفرادها جوازات سفر أوروبية مزورة معنوياً، بمعنى أنها جوازات صادرة عن جهات رسمية لكن لغير المعنيين.
وأضاف المصدر لـCNN بالعربية الخميس، أن بعض أفراد المجموعة استخدموا الجوازات لاستصدار بطاقات ائتمان في الولايات المتحدة، ما يفتح الباب للتشكيك في كل إجراءات الأمن الغربية المتخذة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، في حين قالت "حماس" "إنها بدأت العمل" للانتقام لمقتل القيادي، بعدما وجهت أصابع الاتهام بالقضية لإسرائيل.
وذكر المصدر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن التزوير الذي طال جوازات سفر أفراد المجموعة، الذين استخدموا وثائق بريطانية وأيرلندية وفرنسية وألمانية، كان على شكل تلاعب بهويات مقدمي الطلبات عبر تبديل صورهم، وهو أمر لم ترصده الأجهزة المعنية في تلك الدول، وقامت بإصدار جوازات السفر بصورة قانونية، وهو ما يعرف بالتزوير المعنوي.
ولفت المصدر إلى أن هذه الجوازات استخدمت لمدة ستة أشهر على الأقل في دول أوروبية وآسيوية، وتحديدا، فإن أحد أفراد المجموعة، وهو المدعو "مالفين" والذي اكتشف أنه شخص الحقيقي بريطاني إسرائيلي ومقيم في إسرائيل، استخدم جوازه منذ عام 2008، ودخل عبره إلى عدة دول أوروبية دون أن يتم رصده.
وأضاف المصدر أن خمسة أفراد من أصل الـ11 الذين أعلنت أسماؤهم، استخرجوا بطاقات ائتمان من الولايات المتحدة باستخدام ذات الوثائق، وسددت المجموعة من خلالها قيمة تذاكر الطائرات ومشتريات أخرى.
وشدد المصدر على أن السلطات الإماراتية "ما زالت تعمل بالتعاون مع دول صديقة معنية لتحديد هوية باقي الأفراد، وملاحقة الملف."
وأشار إلى أن القضية تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الفاعلية الحقيقية للإجراءات الأمنية المطبقة في الغرب منذ هجمات القاعدة في 11 سبتمبر/أيلول، على الصعيدين الأمني والمالي.
وكانت الإمارات قد أعلنت أن 17 شخصا شاركوا في عملية القتل داخل دبي، بينما أعلنت هوية 11 فقط، إضافة إلى الفلسطيني المقيم بالإمارات المعتقل حاليا، وزميله الفلسطيني المقيم الآخر، واللذين القي القبض عليهما بالأردن.
إمرأتان من أصل 18 ممن شاركوا بقتل المبحوح
وعن التطورات المتعلقة بمنفذي العملية، ذكر المصدر أن كاميرات المراقبة سجلت وجود امرأة ثانية ضمن المجموعة، شاركت في عمليات رصد المبحوح خلال وجوده بالفندق، مضيفاً أن القيادي بـ"حماس" كان يوم مقتله ماراً في دبي بطريقه إلى السودان، ومنها إلى الصين.
حماس تتعهد بالثار للمبحوح
بالمقابل، قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إن وقت التهديدات "انتهى، وحان وقتل العمل للرد على اغتيال القائد محمود المبحوح،" معبراً عن ثقته بقدرة "كتائب القسام،" الجناح العسكري للحركة، على "الوفاء بوعدها والإبداع في ذلك."
وقال مشعل في كلمة متلفزة، بثّت مباشرة خلال مهرجان تأبين الشهيد محمود المبحوح في شمال قطاع غزة الأربعاء (17-2) بعنوان "عهد الرجال": "انتهى وقت الوعيد والحديث عن الانتقام، اليوم يوم العمل، أدعو إخواني جميعاً ألا نتحدث عن الانتقام ولا الوعد به فهذا حصل، اليوم يوم العمل ونحن على ثقة بقدرتكم وإبداعكم يا كتائب القسام، فاستعينوا بالله."
كما عبّر عن تقديره لما أنجزته الإمارات وشرطة دبي في إطار التحقيق بالجريمة، مطالباً بالمزيد وإشراك "حماس" بصفتها ولي الدم.
وقال مشعل: "طالبنا المسؤولين في دبي أن يلاحقوا القتلة وخطوا خطوات مقدرة مشكورة، هؤلاء القتلة الذين هم ليس عصابة إجرام فحسب، هؤلاء هم الموساد الصهيوني."
وأضاف: "نقول لإخواننا في دبي نحن أولياء الدم في حالة الشهيد المبحوح، وليس غيرنا، نعم أنتم تبذلون جهداً نريد المزيد من ذلك، ونحن معكم في ذلك، ونحن أولياء الدم، يجب إطلاعنا على الحقيقة، أما الآخرون فهناك المخلص منهم، وهناك من يتآمر ويرقص على الجروح."
ودعا مشعل الدول الأوروبية، خاصة تلك التي حمل القتلة جوازات سفرهم إلى "مراجعة إسرائيل"، وقال: "حين سكتّم تجرأ الصهاينة في استخدام الجوازات."
وأضاف: "من قتل الشهيد المبحوح هي المجموعات المجرمة التي يبعثها الموساد شرقاً وغرباً يستبيح بها بلدان العالم دون أن يرف له جفن لا يعبأ بأحد من الشرق أو الغرب."
وعن وجود عناصر فلسطينية ضمن المجموعة التي نفذت العملية، قال مشعل: "أن يشارك اثنان من المنسوبين لفلسطين هذا لا يغيّر الرواية الأساسية؛ إن الذي قتل المبحوح هو الموساد الإسرائيلي."
ولم تتأخر "كتائب القسام" في الاستجابة لدعوة مشعل، فنقل المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من "حماس" عن الناطق باسمها "أبو عبيدة،" قوله: "إن قرار الرد والانتقام قد تم اتخاذه، وسيكون على قدر الجريمة، وما على الاحتلال الآن سوى الانتظار، فنحن أولياء الدم، ومهمّتنا القصاص."
وأضاف "أبو عبيدة": "كتائب القسام هي من ستحدد الآلية المناسبة لتنفيذ وعدها، ولن نقول لكم كيف وأين ومتى، فلتستعدوا لنلقي نار غضبنا بطريقتنا الخاصة وبأدائنا المتقن، وفي الوقت والمكان اللذين نختارهما."
الخارجية البريطانية تستدعي السفير الإسرائيلي
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد أعلنت الأربعاء، أن رئيس الخدمات الدبلوماسية فيها، بيتر ريكيتس سيلتقي الخميس السفير الإسرائيلي لدى لندن رون بروسور، على خلفية استخدام جوازات سفر لمواطنين بريطانيين يقيمون بإسرائيل، بقضية اغتيال المبحوح.
وبدورها، قالت الخارجية الأيرلندية إنها: "لم تتمكن من العثور على أي سجل لجوازات سفر أيرلندية تتطابق تفاصيلها مع تلك التي نشرتها وسائل إعلام إماراتية."
وكانت السلطات الأمنية في إمارة دبي قد أعلنت الاثنين أن خلية تصفية المبحوح مكونة من أكثر من 11 شخصاً: ستة بريطانيين وثلاثة أيرلنديين، بالإضافة إلى ألماني وفرنسي، هو قائد المجموعة.
ويذكر أن السلطات الأمنية في دبي، التي لم تستبعد تورط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في اغتيال المبحوح، أصدرت الثلاثاء مذكرة اعتقال دولية بحق 11 شخصاً من أعضاء الخلية التي شاركت في تصفيته.
أيرلندا تستدعي السفير الإسرائيلي
استدعت وزارة الخارجية الأيرلندية الخميس السفير الإسرائيلي في دبلن إلى اجتماع مع أمينها العام، ديفيد كوني، وذلك على خلفية استخدام جوازات أيرلندية في العملية، وذلك دون تحديد الموعد الدقيق للاجتماع.