أعضاء اللجنة الرباعية في ختام اجتماعهم بموسكو
موسكو، روسيا (CNN)- تباينت ردود أفعال الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بشأن البيان الذي أصدرته اللجنة الرباعية الدولية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط، في ختام اجتماعها بالعاصمة الروسية موسكو الجمعة، حيث انتقدت تل أبيب أن البيان، فيما دعت السلطة الفلسطينية إلى التزام إسرائيل بما ورد فيه.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن بيان اللجنة الرباعية "يبعد آفاق التسوية السلمية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن اللجنة الدولية "تحاول فرض السلام بصورة مصطنعة، من خلال وضع العملية في أطر مؤقتة غير واقعية"، بحسب وصفه.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ليبرمان قوله إن "بيان الرباعية يتجاهل تجربة الـ16 سنة الأخيرة، ولا يأخذ بالاعتبار أن السلام يجب أن يبنى من الأسفل إلى الأعلى، ابتداءً من خطوات عملية ميدانياً"، مضيفاً قوله إن "هذا النوع من البيانات يبعد هدف التوصل إلى تسوية حقيقية بين إسرائيل والفلسطينيين."
كما أضاف أن بيان الجنة، التي تضم كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، "شكل انطباعاً كاذباً لدى الفلسطينيين، بأن رفض الجلوس وراء طاولة المفاوضات بحجج مختلقة، يقربهم من تحقيق أهدافهم."
من جانبه، قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إن "بيان اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، الذي حثت فيه إسرائيل على وقف كافة النشاطات الاستيطانية بما فيها 'النمو الطبيعي'، مهم جداً، ولكن المهم أن تلتزم إسرائيل بما ورد فيه حتى تنطلق عملية السلام."
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن عباس قوله إن "أساس المشكلة هي الاستيطان، وبالذات في القدس، لأن القدس كالضفة الغربية وغيرها، والمفروض أن تلتزم إسرائيل أولاً ببيان الرباعية، ولكن في الأساس يجب أن تلتزم بخطة خارطة الطريق، فإذا التزمت تكون هذه الخطوة جيدة."
وكانت اللجنة الرباعية قد أصدرت بياناً في ختام اجتماع وزراء خارجيتها في موسكو، في وقت سابق الجمعة، تلاه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، جاء فيه أنه "من الضروري وقف أعمال هدم المنازل وإخلائها من السكان في القدس الشرقية."
كما دعت اللجنة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى "ضبط النفس، والتحلي بالصبر والهدوء، والامتناع عن القيام بأعمال استفزازية، والإدلاء بتصريحات محرضة"، وفقاً لما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.
وأكد البيان أن "مسألة تحديد الوضع القانوني للقدس يجب أن تحل عن طريق إجراء مفاوضات بين الجانبين"، كما شدد على أن اللجنة الرباعية تعتبر القدس "مدينة ذات أهمية بالغة للغاية، بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين، واليهود والمسلمين والمسيحيين، على وجه العموم."
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن اللجنة الرباعية تؤيد مساعي السلطة الوطنية الفلسطينية في مسألة بناء دولة فلسطينية خلال 24 شهراً، باعتبار أن ذلك يُعد "استعراضاً لعزم الفلسطينيين على إنشاء دولة مستقلة، من شأنها أن تضمن للشعب الفلسطيني منذ أول يوم لوجودها، إدارة لائقة وتغدو جاراً مسؤولاً لكافة دول المنطقة."
وفيما دعت اللجنة الدولية كل دول المنطقة والمجتمع الدولي إلى "دعم تصميم الفلسطينيين" على إنشاء دولتهم المستقلة، فقد أعربت، في الوقت نفسه، عن قلقها إزاء الوضع القائم في قطاع غزة، كما أشارت إلى أن عقد اتفاقيات سلام بين إسرائيل وسوريا، وكذلك بين إسرائيل ولبنان، قد يساعد في إحلال الاستقرار في المنطقة.
وأدانت اللجنة الرباعية قرار الحكومة الإسرائيلية ببناء نحو 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية، ذات الغالبية العربية، والتي يأمل الفلسطينيون أن تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية، فيما يصر الإسرائيليون على أن "القدس الموحدة" عاصمة "أبدية" للدولة العبرية.
إلى ذلك، كشف مبعوث اللجنة الدولية للشرق الأوسط، طوني بلير، لـCNN في وقت لاحق الجمعة، أن الحكومة الإسرائيلية، التي جددت رفضها للمطالب الدولية بالتراجع عن قرارها الخاص بإنشاء مئات الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية، أعلنت عن تقديم "حزمة متكاملة" لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.
وقال بلير إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تعهد بـ"حزمة معايير"، بهدف "بناء الثقة بين الجانبين، وإعادة التسوية السلمية إلى مسارها الصحيح"، مشيراً إلى أن تلك المعايير تتضمن خطوات لـ"تخفيف" الوضع الإنساني في قطاع غزة، إلا أنه لم يكشف عما إذا كانت تلك الخطوات تتضمن إطلاق سراح السجناء.