عدد ممن أفرجت عنهم السلطات الليبية الثلاثاء
طرابلس، ليبيا (CNN) -- أفرجت السلطات الليبية الثلاثاء عن ثلاثة من القادة السابقين لـ"لجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة"، لتطوي بنجاح ربما ملف الجماعة بعد حوار دام قرابة ثلاث سنوات انتهى إلى نبذ الحركة وتخليها عن العنف، وتوجيه ضربة قوية لتنظيم القاعدة.
وكان من أبرز أهداف "الجماعة الليبية المقاتلة"، وهو تنظيم "إسلامي جهادي" أسسته عناصر ليبية سبق أن نشطت في أفغانستان ويطلق عليهم "الأفغان الليبيون"، الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.
وفي سبتمبر/أيلول أعلنت الجماعة وقف النزاع المسلح الذي استغرق قرابة العقدين ضد حكومة طرابلس، وأصدرت كتاب مراجعات تصحيحية في مفاهيم الجهاد، مكون من 417 صفحة، تحت عنوان "دراسات تصحيحية حول مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس."
وقال نعمان بن عثمان، القيادي السابق في الجماعة، والوسيط الرئيسي في الحوار مع طرابلس، لـCNN، الثلاثاء، إن القادة الذين أفرج عنهم من سجن "أبوسليم" في طرابلس، هم: "سامي الساعدي (أبو المنذر)، المرشد الديني للجماعة، وعبد الحكيم الخويلدي بالحاج (أبو عبد الصادق)، أمير الجماعة، وخالد الشريف (أبو حازم) نائب زعيم الجماعة."
وأضاف بن عثمان: "هذا حدث كبير.. مازال للقادة مصداقية كبيرة في الحركة الجهادية ويمكنهم الآن لعب دور كبير في المستقبل لمواجهة أيدولوجية القاعدة، وبالتأكيد (قادة) القاعدة لن يكونوا سعداء بذلك."
ونقلت تقارير ليبية أنه من المقرر أن يتم الإفراج الأربعاء عن بقية قيادة وأعضاء الجماعة المنحلة، ويشمل الإفراج من سبق وصدر بحقهم أحكام براءة من القضاء الليبي.
وكانت "جمعية حقوق الإنسان بمؤسسة القذافي العالمية"، مؤسسة خيرية يديرها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول الإفراج عن 88 من عناصر التنظيمات الإسلامية في البلاد، بينهم 45 من أعضاء "الجماعة الليبية المقاتلة" التي كان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، قد أعلن انضمامها لتنظيمه.
كذلك قامت ليبيا في أبريل/نيسان 2008 بالإفراج عن 90 عنصراً من الجماعة الليبية المقاتلة، وذلك بعدما "انخرطت قيادتها في حوار انتهى إلى تخليها عن العنف."
وقالت مؤسسة القذافي آنذاك أن مجموع المفرج عنهم يعادل ثلث أعضاء الجماعة تقريباً، وأن الحوار الذي شاركوا فيه جرى بحضور "شخصيات فكرية وإسلامية" وبإشراف شخصي من سيف الإسلام.
وكانت طرابلس قد اعتقلت العشرات من عناصر الجماعة بتهمة التخطيط لقلب النظام والقيام بنشاطات محظورة، وقد أمضى معظم المفرج عنهم ما بين ست وثماني سنوات في السجون.
ويعتقد العديد من الخبراء أن للجماعة، أو تيارات تابعة لها، صلات بتنظيم القاعدة، وتعزز هذا الاعتقاد مع ظهور التسجيل الذي نسب لأيمن الظواهري، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حين أعلن انضمام جماعة إسلامية ليبية إلى شبكة تنظيم القاعدة معلنا الحرب على أنظمة الحكم في دول المغرب العربي.
وكان أبو الليث الليبي أحد أبرز قادة القاعدة قبل مقتله مطلع فبراير/شباط 2008 خلال غارة أمريكية استهدفت مقره في باكستان، قد ظهر بدوره في تسجيل الظواهري معلناً أنه "زعيم" الجماعة الليبية، وأنه "يعلن انضمامها إلى شبكة القاعدة حتى يكون (عناصرها) جنودا مخلصين" لأسامة بن لادن.