الرحلة ستنطلق من ميناء في شمالي البلاد
بيروت، لبنان (CNN) -- أشارت تقارير لبنانية إلى أن السفينة المخصصة لرحلة كسر الحصار عن قطاع غزة باتت جاهزة في ميناء طرابلس الواقع شمالي البلاد، بعد أن "استوفت جميع الشروط القانونية اللبنانية والدولية والاتفاقيات البحرية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية،" وفق ما أكد وكيلها البحري.
ونقلت التقارير أن المواد التي تضمها السفينة لدعم غزة تتضمن اسمنت ومواد طبية وألعاب أطفال وسلع غذائية، وسيتم تحميلها على متن الباخرة الثلاثاء، وأوردت أن وزارة النقل اللبنانية حسمت الجدل حول شرعية الرحلة عبر منحها حث الانطلاق نحو قبرص، لتقوم من هناك بتحديد وجهة سيرها.
ونقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله أن السفينة سيعلن عن انطلاقها قبل 4 ساعات من الرحلة، وستقل 25 شخصا بينهم طاقم القيادة، وستنضم إليها باخرة أخرى تضم 50 صحفيا وناشطين من أوروبا والقارة الأميركية.
وبحسب المنار، فقد أصدر وقد أصدر وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي، قراراً ليل الأحد سمح بموجبه للباخرة بالدخول إلى مرفأ طرابلس، استعدادا للإبحار في اتجاه مرفأ آخر، ستنطلق منه نحو غزة، على أن تحمل اسم "ناجي العلي،" في حين تنتظر رحلة تضامنية نسائية تحمل اسم "مريم" موافقة الحكومة للانطلاق.
وتحدثت منسقة اللجنة التحضيرية لسفينة "مريم" النسائية، سمر الحاج، للمركز الفلسطيني للإعلام، التابع لحركة حماس، فقالت إن السفينة "جاهزة من كافة الجوانب، وبدأ العد العكسي لانطلاقها، وتحمل على متنها نساء من لبنان والكويت والبحرين وسورية والأردن وأمريكا فرنسا وبلدان أخرى."
وردًّا على التهديدات باعتراض السفينة وتحضيرات الهجوم عليها عبر عملية أطلقت عليها "رياح السماء 2"؛ قالت الحاج: "لا نعترف بكيان غاصب.. نحن ذاهبون إلى شواطئ غزة الفلسطينية" ونحن معتصمات ملتصقات بمريم ولن نتركها."
وكانت إسرائيل قد حذرت من أنها ستتصدى للسفن المنطلقة من لبنان وإيران لكسر الحصار المفروض على غزة، وذلك بعدما أبلغت تل أبيب الأمم المتحدة بأنها تحتفظ لنفسها بحق استخدام كافة الوسائل اللازمة لوقف تلك السفن.
وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أنه لن يسمح للسفينتين، اللبنانية والإيرانية، بالاقتراب من شواطئ غزة، وذلك بعد اقتحام قوة كوماندوز إسرائيلية لقافلة "أسطول الحرية" الشهر الماضي، ومقتل تسعة من المتضامنين على متن السفينة التركية "مرمرة" في حادث أثار ردود فعل دولية قوية منددة بإسرائيل.
وكانت إسرائيل قد أبلغت الأمم المتحدة بأنها تحتفظ لنفسها بحق استخدام "جميع الوسائل اللازمة" لوقف السفينة التي أعلن أنها ستبحر من لبنان إلى قطاع غزة، داعية الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي إلى التدخل لوقف إبحارها، مع التحذير بأن محاولتها كسر الحصار المفروض على القطاع قد يؤدي إلى "تأثر السلام في المنطقة."
واتهمت مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غابريالا شاليف في رسالة إلى الأمين العام بان كي مون، ومجلس الأمن الدولي المسؤولين عن رحلة السفينة اللبنانية "مريم" بالارتباط بحزب الله، دون أن تستبعد "قيامهم بتهريب عناصر إرهابية ووسائل قتالية في السفن.
وتابعت شاليف: "لقد أشار الذين يعملون على تنظيم الرحلة في وسائل الإعلام إلى رغبتهم في أن يصبحوا شهداء،" مشيرة إلى أن تل أبيب "تشك في النوايا الحقيقية للمشرفين على السفن."
من جانبه، سارع حزب الله ليل الجمعة إلى إصدار بيان قال فيه إنه "يشيد بكل الخطوات الإنسانية الهادفة إلى كسر الحصار عن أهلنا الشرفاء في قطاع غزة ومنها حركة السفن السابقة واللاحقة،" واصفاً التصريحات الإسرائيلية بأنها "تهويل واتهام مسبق."
ولكن الحزب نفى صلته بالسفينة عبر القول: "نؤكد أن حزب الله، وإيماناً منه بأن نجاح التحرك وسلامته مرهونة بأن يكون تحركاً مدنياً وشعبياً، لذلك قرر منذ البداية أن يبقى بعيداً عن هذا التحرك الإنساني سواءً على مستوى التنسيق أو الدعم اللوجستي أو المشاركة البشرية."
واعتبر الحزب أن تصرفه هذا ينبع من "التفويتً على العدو فرصة اتخاذ أي ذريعة للاعتداء على المشاركين بهذا التحرك."
يشار إلى أن السفينة "مريم" ستنطلق من مدينة طرابلس شمالي لبنان الأحد، على أن تتجه إلى قبرص ومنها إلى قطاع غزة، وسيكون على متنها 50 امرأة، وقد أشرفت على تنظيم الرحلة سمر الحاج، وهي زوجة المسؤول الأمني اللبناني السابق، علي الحاج، الذي كان قد أوقف على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري.
ومن جانبه حض الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إسرائيل على الموافقة على تشكيل لجنة دولية تضم ممثلين عن تركيا وإسرائيل للتحقيق في أحداث قافلة "سفن الحرية" السفن معربا عن اعتقاده بان لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها إسرائيل لن تحظى بمصداقية دولية للتحقيق بالهجوم الذي وقع في 31 مايو/أيار الماضي.