الطيبي كان قد أدلى بمداخلة ساخنة في الكنيست
القدس (CNN) -- أعلن النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي، أنه تلقى رسالة تهديد من منظمة صهيونية في نيويورك تطلق على نفسها اسم "منظمة بولسة دي نورا" وهي لعنة موت يهودية تشمل طقوسا دينية ودعوات وصلوات لقتل الشخص المذكور فيها، وذلك في أعقاب ما جرى لـ"أسطول الحرية" وموقف النائب منه.
وجاء ذلك بعد ساعات من قول الطيبي لـCNN إنه تلقى تسجيلاً صوتياً على هاتفه يهدده بالقتل، ويتوعده بأن "يكون قتله بسهوله الوصول إلى رئيس وزراء يهودي وقتله،" في إشارة إلى تهديد المنظمة السابق لرئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين، الذي تعرض للاغتيال عام 1995.
وبحسب الطيبي، فإن الرسالة ذكرت بأن أمام النائب العربي 180 يوماً ليقضيها على قيد الحياة، كما دعت إلى أن يبدأ بـ"إعداد وصيته."
وأضاف الطيبي: "أنا معتاد على تلقي التهديدات، ولكنها ازدادت في الأيام الماضية وباتت أكثر خطورة، وهي تردني من منظمات يهودية متطرفة داخل إسرائيل وخارجها."
ولفت الطيبي إلى ما تعرضت له النائب العربية، حنين زعبي، من هجوم وانتقادات داخل الكنيست بسبب مشاركتها في رحلة "أسطول الحرية" قائلاً إن الأجواء في الكنيست والشارع الإسرائيلي باتت "مشبعة بالكراهية ضد العرب.
وذكر الطيبي أنه أخطر الكنيست بالتهديدات كإجراء وقائي، وشدد على أنه لن يبدل موقفه السياسي، وقد قامت CNN بالاتصال بالناطق باسم الكنيست، غيورا بوداس، الذي قال إن الأمر "قيد المعالجة" رافضاً تقديم المزيد من التوضيحات حول أمور أمنية.
وبحسب موقع الطيبي، فإن مضمون رسالة التهديد هي: "ستجد نهايتك قريباً ، بقي لك 180 يوماً تعيشها فقط، موتك سيكون مفاجئاً، عنيفاً وبمعاناة شديدة، وذلك بسبب آرائك ضد إسرائيل وضد الصهيونية . آن الأوان ان تجهّز وصية وفاتك، وأصدقاؤك في المنظمات الإرهابية سيكونون مسرورين بتحضير عيادة لك في الأيام الأخيرة من حياتك. التوقيع : جوهان راسمونسين."
وكان الطيبي قد أثار قضية تزايد العدائية بالنسبة للعرب في إسرائيل خلال اجتماع الكنيست الاثنين، وقال إن النواب العرب "هم ضحية العنصرية ويقفون في مواجهة التيار العنصري الذي أصبح تياراً مركزياً في إسرائيل بتشجيع ودعم أعضاء الكنيست من أحزاب اليمين."
ثم عقب الطيبي على قيام بعض أعضاء الكنيست من اليمين باستعمال عبارات ومصطلحات باللغة العربية للإساءة إلى النواب العرب فقال: "أغلقوا أفواهكم القذرة! إسرائيل التي تسوّق نفسها على أنها ديمقراطية.. تستصعب سماع الرأي الآخر وتتخذ نهج الغالبية التي تريد سحق الأقلية."
واختتم الطيبي خطابه بالقول: "لن نغير رأينا أن ما حدث لأسطول الحرية هي جريمة نكراء، وأن الحصار على غزة يجب أن ينتهي، ويجب أن تتم معاقبة المسؤولين عن هذه الجريمة."
وكانت لجنة الكنيست قد قررت الاثنين - وسط معارضة ومقاطعة من النواب العرب - توصية الكنيست بكامل هيئتها بتجريد النائب، حنين زعبي، من ثلاثة امتيازات من بين الامتيازات البرلمانية التي تستحقها بحكم قانون الحصانة النيابية وذلك كإجراء عقابي على مشاركتها في "أسطول الحرية" الذي كان متجهاً إلى قطاع غز قبل نحو أسبوع.
واتخذ القرار بأغلبية 7 أعضاء ومعارضة عضو واحد في اللجنة، علماً بأن النواب العرب، بمن فيهم حنين زعبي، قاطعوا الجلسة، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية.
وهذه الامتيازات الثلاث هي: سحب جواز السفر الدبلوماسي من النائب زعبي، وعدم تغطية الكنيست النفقات المترتبة على أي عملية قضائية تجري بحقها، وحرمانها من حق حرية التنقل إلى الخارج في حال كانت في طريقها لارتكاب مخالفة.
ولن يسري مفعول هذه العقوبات البرلمانية إلا حال موافقة الكنيست بكامل هيئته عليها.