/الشرق الأوسط
 
الثلاثاء، 31 آب/اغسطس 2010، آخر تحديث 23:00 (GMT+0400)

خلاف أمريكي عراقي حول قتلى يوليو مع اقتراب الانسحاب

التوتر يزداد في العراق مع تعثر تشكيل الحكومة

التوتر يزداد في العراق مع تعثر تشكيل الحكومة

بغداد، العراق (CNN) -- شكك الجيش الأمريكي في صحة الأرقام التي قدمتها الأجهزة الرسمية العراقية حول حصيلة الخسائر البشرية في صفوف المدنيين خلال يوليو/تموز الأحد، والذي اعتبرته الأكثر دموية منذ مايو/أيار 2008، فقالت إن الرقم الحقيقي للضحايا هو أقل بنسبة النصف مما أعلنته بغداد.

وقال بيان رسمي للجيش الأمريكي إن تقارير بغداد حول مقتل 535 شخصاً خلال الهجمات التي وقعت في البلاد الشهر المنصرم "مرفوضة" وأضاف أن الرقم الحقيقي لا يتجاوز 222 شخصاً، بينهم 161 مدنياً و55 جندياً عراقياً وستة أمريكيين، ما يدل على أن الحصيلة بالنسبة للمدنين هي من بين الأدنى منذ مطلع 2008.

وكانت الوزارات العراقية المعنية قد أصدرت تقاريرها حول حصيلة خسائر يوليو/تموز وعملياته الأمنية، فذكرت سقوط 535 قتيلاً، بينهم 396 مدنيا، و89 شرطيا و50 جنديا قتلوا في هجمات وقعت في جميع أنحاء العراق، وفق المصادر ذاتها.

كما أشارت إلى إصابة 1043 شخصا بجروح، بينهم 680 مدنيا و198 شرطيا و165 جنديا، وهي أعلى حصيلة منذ مطلع السنة، وخلال الشهر نفسه، قتلت قوات الأمن مائة مسلح من المتهمين بـ"الإرهاب" واعتقلت 955 آخرين.

وإذا جرى اعتماد الأرقام العراقية، فستكون حصيلة الخسائر المدنية قد تضاعفت مقارنة بيونيو/حزيران الماضي، عندما قتل 204 أشخاص فقط.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي ينشب فيها نزاع بين المسؤولين العراقيين والأمريكيين حول الحصيلة الحقيقية للخسائر البشرية، فخلال الانتخابات التي جرت في مارس/آذار الماضي، لم تسجل القوات الأمريكية وقوع هجمات، بينما كانت وسائل الإعلام المحلية العراقية تنشر تقارير عن عمليات أدت إلى عشرات القتلى.

وفي وقت لاحق، أقر الجيش الأمريكي بصحة التقارير الإعلامية حول الهجمات، بعد تحقيق لاحق أجراه حول الأحداث التي رافقت الانتخابات.

ويأتي النزاع على الأرقام بين العراقيين والأمريكيين في على خلفية تواصل الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد، إذ تخطط واشنطن لإخراج وحداتها العسكرية المقاتلة خلال الأشهر المقبل، بحيث لا يبقى في العراق أكثر من 50 ألف جندي.

advertisement

وتأمل واشنطن أن تكون القوات العراقية قد تمكنت حتى موعد الانسحاب من تحسين قدراتها بشكل يمكنها من تولي مهام الأمن بمفردها في البلاد، وهو أمر يشك الكثير من العراقيين بإمكانية حصوله.

وكان رئيس الوزراء العراقي السابق، ورئيس القائمة الفائزة في الانتخابات الأخيرة، أياد علاوي، ضمن المشككين في قدرة بغداد على ضبط الأمن بمفردها، وقال لـCNN في لقاء سابق إنه فخور بشجاعة أجهزة الأمن وعناصر الجيش وإصرارها على مواصلة عملها، ولكنه جزم بأنها غير قادرة بعد على تولي مهام الأمن بشكل كامل في البلاد.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.