مسلحو ''الشباب'' يسيطرون على أنحاء واسعة من الصومال
مقديشو، الصومال (CNN)-- أعرب مسؤولون في الحكومة الصومالية الجمعة عن مخاوفهم من موجة هجمات عنيفة يشنها مسلحو حركة "الشباب المجاهدين" السبت، في ذكرى "غزوة بدر"، التي توافق اليوم الـ17 من شهر رمضان، وحذر المسؤولون الصوماليون من تلك الهجمات قد تستهدف المدنيين وقوات الأمن على السواء.
وقال وزير الإعلام بالحكومة المؤقتة، عبد الرحمن عمر عثمان، في تصريحات لـCNN، إن مسلحي حركة الشباب يعتقدون أن ذكرى "غزة بدر"، والتي انتصر فيها النبي محمد على "كفار قريش"، في عام 624 بالتقويم الميلادي، "هو أفضل يوم بالنسبة لهم، للانتصار علينا."
إلا أن الوزير الصومالي شدد على قوله: "نحن هنا، وملتزمون ومصرون على الانتصار على مسلحي الشباب"، مشيراً إلى استعداد القوات الموالية للحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي لأي هجمات محتملة، كما دعا سكان العاصمة مقديشو إلى الحذر والبقاء في منازلهم.
وأضاف قائلاً: "أفضل سلاح لدينا لصد الهجوم هو تحذير الناس"، وتابع، موجهاً كلامه لسكان العاصمة: "ابقوا في منازلكم لأطول فترة ممكنة، حافظوا على سلامة أطفالكم، نحن نعترف بأهمية وقدر شهر رمضان لمواطنينا، دعونا لا نسمح لحركة الشباب بتخريبه."
وخلفت الهجمات التي شنها مسلحو الحركة الإسلامية هذا الأسبوع ما يزيد على 70 قتيلاً من المدنيين، وجرح أكثر من 200 آخرين، بحسب ما أكد وزير الإعلام الصومالي، وفي المقابل، فقد قتلت القوات الحكومية 25 مسلحاً منذ الاثنين الماضي، كما أُصيب نحو 70 مسلح آخرين.
وتسيطر حركة "الشباب المجاهدين"، التي يُعتقد أنها تضم المئات من "المقاتلين الأجانب"، قدموا من دول في جنوب آسيا، ومنطقة الخليج، ودول غربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، على القسم الأكبر من وسط وجنوب الصومال، التي تطحنها حرب أهلية دامية منذ 1991.
وتنامت قدرات الحركة المسلحة البشرية والمالية، نظراً لارتباطها بتنظيم القاعدة، الذي دعا زعيمه أسامة بن لادن، في تسجيل صوتي في مارس/ آذار الماضي، "المسلمين في كل مكان، للانضمام للقتال إلى المجاهدين الصوماليين، وحتى إقامة إمارة إسلامية."
وبحسب الحكومة الانتقالية، فإن تنامي الروابط بين "الشباب" و"القاعدة" أدت إلى تدفق مقاتلين متشددين من الخارج، ويبلغ قوام الحركة حوالي سبعة آلاف رجل مسلح، من بينهم ثلاثة آلاف مقاتل مصقولون بمهارات عالية لخوض حرب عصابات، ولها جناح عسكري يدعى "جيش العسراء"، وذراع ديني باسم "جيش الحسبة."
وتبدي الولايات المتحدة قلقاً بالغاً إزاء نشاط الحركة في الصومال واليمن، عبر خليج عدن، كما تصنف واشنطن حركة "الشباب المجاهدين" ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية."