تنطلق جولة المفاوضات الجديدة بين الجانبين في شرم الشيخ الثلاثاء
القدس، (CNN) -- ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو خلال اجتماعه بمبعوث الرباعية الدولية إلى المنطقة، طوني بلير، في القدس، الأحد، لإمكانية تسوية بشأن الاستيطان بالإشارة إلى تحديد نطاق البناء فيها مستقبلاً، ذلك في معرض تأكيد بأنه حكومته لن تمدد قرار تجميد البناء في المستوطنات، التي تعد "حجر العثرة" الرئيسي الذي يعترض مسيرة المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني التي انطلقت في واشنطن في مطلع الشهر الجاري.
وتأتي تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي قبيل بدء جولة مفاوضات مباشرة جديدة مع الجانب الفلسطيني في شرم الشيخ، الثلاثاء، تتزامن مع بدء العد التنازلي لانتهاء فترة تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، والتي امتدت إلى عشرة شهور.
وقال نتنياهو إن إسرائيل لن تمدد مفعول القرار الخاص بتجميد البناء في المستوطنات، إلا أنها لا تنوي في الوقت ذاته إقامة عشرات الآلاف من الوحدات السكنية المخطط لبنائها، بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وأضاف: "أننا لا نضع مسالة الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل شرطًا مسبقًا في المفاوضات فلا يعقل أن يشترط الجانب الفلسطيني مواصلة المفاوضات بوقف البناء في المستوطنات."
وكان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، قد هدد بالانسحاب من المفاوضات المباشرة في حال قررت الحكومة الإسرائيلية العودة إلى الاستيطان أواخر الشهر الجاري، مع نهاية مفعول قرار التجميد في أواخر سبتمبر/أيلول الحالي.
وأكد نبيل شعث، مفوض العلاقات الخارجية في منظمة 'فتح'، الأحد، ، إن 'الوفد الفلسطيني ذاهب للمفاوضات في شرم الشيخ بموقف موحد وواضح حول القضايا الوطنية، مع التصميم على أن نقطة البداية يجب أن تكون الحدود وليس الأمن فقط، والتأكيد مرة أخرى على استحالة التفاوض في ظل الاستيطان، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية، وفا."
ومن المقرر انطلاق جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بمشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، والمبعوث الأمريكي للسلام في المنطقة، جورج ميتشل، وبلير، في منتجع شرم الشيخ المصري الثلاثاء.
واستبقت وسائل إعلام إسرائيلية انطلاق جولة شرم الشيخ، الثلاثاء، بالإشارة إلى خلاف حاد فلسطيني- إسرائيلي حول القضايا التي ستُدرَج على جدول أعمال المفاوضات المباشرة بين الجانبين.
ونقلت "هآرتس" أن إسرائيل تطالب بالتفاوض أولاً حول قضيتَيْ التدابير الأمنية والاعتراف الفلسطيني بها بصفة الدولة القومية للشعب اليهودي، فيما تصر منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية على مناقشة قضية رسم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، فيما أكد مراقبون لـCNN قلق الإدارة الأمريكية على مسيرة تلك المفاوضات، التي قد تتوقف قريباً نتيجة اصطدامها بقضية الاستيطان، التي تتفاعل بقوة في الداخل الإسرائيلي.
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أقر بأن انتهاء مهلة التجميد الإسرائيلي لبناء المستوطنات الشهر الجاري "يعد عقبة كبيرة في طريق القضية".
وشدد على أن المفاوضات السلام في الشرق الأوسط قد تواجه "عقبات ضخمة"، مؤكدا عزم إدارته على الاستمرار في المحاولة "إذا فشلت المحادثات."