عباس يلقي كلمة فلسطين أمام الأمم المتحدة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- فيما تعهد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بأن تبذل القيادة الفلسطينية جهوداً "مخلصة" للتوصل إلى اتفاق سلام خلال عام، فقد جدد تهديداته بالانسحاب من المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، إذا لم يتم تجميد أعمال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد عباس أن "على إسرائيل أن تختار بين السلام واستمرار الاستيطان"، واعتبر أن المطالبة بتجميد الاستيطان، ورفع الحصار، ووقف السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية، لا تشكل شروطاً مسبقة غريبة عن مسيرة العملية السلمية، بل هي تنفيذ لالتزامات وتعهدات سابقة."
كما شدد رئيس السلطة الفلسطينية، في كلمته التي وجهها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء السبت، على أن التزام إسرائيل بتحقيق تعهداتها السابقة، "يوفر المناخ الضروري لإنجاح المفاوضات، والمصداقية للوعد بتنفيذ نتائجها."
وتابع عباس قائلاً إن "تصويب مسار العملية السياسية، لا يمكن أن يتم، إلا بتحمل المجتمع الدولي للمسؤولية الرئيسية في إنهاء الاحتلال، وضمان حق شعبنا في تقرير مصيره في دولته المستقلة ذات السيادة، على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين'.
وأكد الرئيس، في الكلمة التي بثتها شبكة CNN ونشرت نصها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن "القيادة الفلسطينية سَنبذل كل جهد مخلص للتوصل إلى اتفاق سلام خلال عام، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ولمبادرة السلام العربية ولخطة خارطة الطريق، ولرؤية حل الدولتين."
وأضاف: "شعبنا الفلسطيني، ورغم الظلم التاريخي الذي لحق به، إلا أنه راغب في تحقيق السلام العادل الذي يضمن له إنجاز حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال"، واستطرد قائلاً: "وما زالت أيدينا الجريحة قادرة على حمل غصن الزيتون من بين أنقاض الأشجار التي يقتلعها الاحتلال يومياً."
كما أكد عباس أن "مدينة القدس الشرقية العريقة.. تتعرض من قبل الاحتلال الإسرائيلي لعمليات تزوير للحقائق، بهدف طمس معالمها الحضارية، واستباق مفاوضات الوضع النهائي"، مشيراً إلى أن "إجراءات الاحتلال في القدس تثير الغضب، وبخاصة في العالم العربي والإسلامي، ويخلق حالة من عدم الاستقرار في منطقتنا."
ودعا رئيس السلطة الفلسطينية إلى وضع حد للتدابير والممارسات الإسرائيلية غير القانونية، كما طالب بوضع حد لمعاناة الآلاف من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل، وقال إنهم "مناضلون من أجل الحرية، لا بد من إطلاق سراحهم، وإنهاء معاناتهم لتوفير المناخ الإيجابي لتحقيق السلام."
وفيما يتعلق بموضوع المصالحة بين حركتي فتح وحماس، كبرى الفصائل الفلسطينية، أكد عباس حرص الشعب الفلسطيني على استعادة وحدته الوطنية، مجدداً مطالبته للمجتمع الدولي برفع "الحصار الظالم" المفروض على قطاع غزة فوراً، وبشكل كامل، ووضع حد لمأساة سكان القطاع الفلسطيني.
وقبل يوم من انتهاء سريان قرار الحكومة الإسرائيلية بتجميد الأنشطة الاستيطانية لمدة عشرة شهور، كثفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون جهودها لتجنب انهيار محادثات السلام في الشرق الأوسط، بلقاء مع الزعيم الفلسطيني محمود عباس، في نيويورك الجمعة.
وتُعد مسألة البناء في المستوطنات مثيرة للجدل، وتهدد مستقبل المحادثات، بعدما قال الفلسطينيون إن رفع التجميد عن البناء سيكون سبباً كافياً لإنهاء المحادثات.
وكان عدد من المسؤولين المطلعين على ملف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قد أبلغوا CNN في وقت سابق الجمعة، بأن حلاً وسطاً تم طرحه للخروج من المأزق، يتمثل في السماح برفع التجميد عن البناء، ولكن الطلب من جميع المستوطنين، الذين يريدون البناء، الحصول على تراخيص جديدة، وبالتالي الحيلولة دون البناء لبضعة أشهر، وهو ما لم توافق عليه إسرائيل.