توني بلير
لندن، بريطانيا (CNN) -- قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الجمعة، إن تغيير النظام في بغداد لم يكن السبب الوحيد وراء مشاركة بلاده في الحرب على العراق عام 2003، لكنه كان عاملا مهما.
وأضاف بلير، الذي يمثل أمام لجنة للتحقيق في قرار مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق، أن الولايات المتحدة وبريطانيا كان بينهما اختلاف في وجهات النظر حول سبب الحرب، إلا أنهما اتفقتا في الأفكار حول نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وقال بلير "الأمريكيون، كانوا يقولون إنهم ذاهبون ليغيروا النظام، لأنهم واثقون من أن صدام لن يتخلى عن طموحه لامتلاك أسلحة دمار شامل.. أما نحن البريطانيون فقلنا إن علينا أن نتعامل مع مسألة الأسلحة أولا، وإذا كانت مواجهتها تعني تغيير النظام فليكن."
وأكد المسؤول البريطاني السابق، إن حكومته في ذلك الوقت "لم تكن تؤمن بأن إزالة نظام صدام حسين، كانت سببا كافيا للحرب،" قائلا "موقف صدام من أسلحة الدمار الشامل وليس رغبة الغرب بالإطاحة به، هو السبب في ذهابنا للحرب."
ولم يخف بلير دعمه المطلق للولايات المتحدة، وقال أمام اللجنة التي يرأسها السير جون شيلكوت بعضوية خمسة آخرين، إنه "كان عازما على الوقوف إلى جنب أمريكا "كتفا لكتف،" في حربها على العراق.
وأضاف بلير إن عزمه ذاك جاء بعد أحداث 11 من سبتمبر/أيلول، معتبرا أن الهجمات التي تعرضت لها نيويورك لم تكن موجهة ضد الولايات المتحدة وحسب، بل ضد بريطانيا أيضا.
ورأى أن منح العراق المزيد من الوقت لتنفيذ القرارات الدولية لم يكن ليؤدي إلى تجنب الحرب، مضيفاً أن لندن اشترطت الحصول على قرار دولي إضافي يسمح بشن الحرب، وأن الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، وافق على منحها الوقت لذلك.
ولكن بلير قال: "لقد جرى اتخاذ قرار، وبصراحة لا يمكنني أن أشكك في صحته، وهو أن الوقت لم يكن كفيلاً بحل الأزمة."
وتمسك بلير بروايته السابقة - التي اتضح لاحقاً عدم صحتها - حول قدرة العراق على نشر أسلحة دمار شامل بيولوجية وكيماوية خلال 45 دقيقة، قائلاً إنه "لا يشك في صحة هذه المعلومات."
وأضاف: "إذا عدنا إلى ذلك التاريخ وقرأنا ما ورد في التقارير فلا يمكن أن نستنتج أمراً مغايراً.. وكنت أشعر بالقلق الشديد حيال احتمال أن تكون تلك المعلومات صحيحة.
وفي عام 2003 أمر بلير بإرسال 45 ألف جندي بريطاني للمشاركة في غزو العراق، وهو قرار كان دوما محل جدل وأدى إلى احتجاجات حاشدة مناهضة للحرب في العاصمة البريطانية لندن.